طوابير لتسجيل الطلاب في العراء والطين!
«هون مو توزيع خبز ولا غاز ولا معونات.. هي جامعة دمشق.. هي زحمة الطلاب للتسجيل.. بقينا من الصبح واقفين ع رجلينا وملطوعين بهالبرد.. مننزل من آخر الدنيا كرمال التسجيل وبيضيع وقتنا عالفاضي لا منسجل ولا شي ..»
هذه عبارة منقولة عن لسان إحدى طالبات كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية، مرفقة ببعض الصور عن حالة الازدحام الكبير على كوة التسجيل الوحيدة المخصصة لطلاب هذا القسم، ناجحون وراسبون، موازٍ وعام، وهؤلاء بالآلاف.
مشكلة مركبة!
التسجيل للطلاب حددت اعتباراً من 19/12/2017 ولغاية 4/1/2018، وقد تزامنت هذه الفترة المحددة مع أعياد عيد الميلاد ورأس السنة، ما يعني أن أيام التسجيل الفعلية المتبقية أمام الطلاب للتسجيل هي 9 أيام فقط، وهي من كل بد لا تكفي لاستكمال عمليات التسجيل لأكثر من 3500 طالب وطالبة.
المشكلة لم تقتصر على الفترة الزمنية المحدودة والضيقة، بل أن هؤلاء الطلاب كلهم خصصت لهم كوة واحدة للتسجيل، وموظفة واحدة فقط لاستلام واستكمال الأضابير، ما يعني: مسؤولية وعبئاً كبيراً على هذه الموظفة، على الرغم من أن ذلك ليس مبرراً من أجل سوء تعاملها مع الطلاب، حسب ما نقل عن بعض الطلاب، ناهيك عن أن هذه الكوة مفتوحة على الحديقة الخارجية للكلية، ما يعني أن الطلاب وطوابير انتظارهم كائنة بالعراء والطين.
صيانة في غير وقتها؟
السبب الرئيس الآخر، أن فترة التسجيل السنوية تزامنت مع عمليات الصيانة والإصلاح لقسم شؤون الطلاب في الكلية، وهو أمر لم يجدوا له أي مبرر، فمن المعروف، أن نهاية العام هي فترة تسجيل، وقد كان من المفروض تأجيل عمليات الصيانة لما بعد عمليات التسجيل، أو إنهائها قبل بدء التسجيل، حيث كانت لهذه الصيانة تداعيات سلبية إضافية على الطلاب، سواء على مستوى أعداد الموظفين، أو على مستوى أضابير الطلاب، أو على مستوى شبكة الحاسوب وأدائها.
وقد اشتكى العديد من الطلاب والطالبات من مشكلة البحث عن أضابيرهم، كما من مشكلة شبكة الحاسوب، وضغط العمل على جهاز واحد مخصص للتسجيل، بسبب الصيانة ونقل الأضابير وغيرها من المشاكل المتعلقة بالمكان الحالي المعتمد للتسجيل.
طوابير عديدة!
واقع الحال يقول: أنه ومنذ تاريخ 19/12 طوابير انتظار الطلاب على كوة التسجيل الوحيدة المتاحة، فرضت على هؤلاء المزيد من الأعباء، ليس على مستوى عامل الزمن المهدور فقط، بل إن الكثيرين منهم يضطرون للمعاودة في اليوم التالي عسى أن يتمكنوا من التسجيل في ظل الازدحام الكبير، وهكذا..
العبء الإضافي بالنسبة للطلاب، يتجلى بالطوابير الأخرى المرتبطة بتسديد الرسوم السنوية، سواء في المصرف العقاري بالنسبة لطلاب الموازي أو بصندوق الكلية للتعليم العام، والعودة مرة أخرى إلى الطابور من أجل ختم البطاقة، ما يعني أن كل طالب وطالبة سيضطر للوقوف في طوابير الانتظار ثلاث مرات على أقل تقدير، ولكم أن تتخيلوا مقدار التعب والعناء عليهم، ليتبعها أحياناً سوء سلوك أو تصرف من قبل بعض الموظفين.
مطالب طلابية
مما لاشك فيه، أن المدة المحددة للتسجيل لن تكفي، وبالتالي ستكون هناك أعداد كبيرة من هؤلاء غير مسجلين مع نهاية المدة المحددة.
وقد تمحورت مطالب الطلبة على النقاط التالية:
تمديد مدة التسجيل المحددة، وذلك للتعويض عن أيام العطلة، وبما يؤمن تسجيل الطلاب كافةً ثانياً.
تخصيص كوّات إضافية للتسجيل مع أجهزة الحاسوب اللازمة لذلك.
توجيه الموظفين والموظفات من أجل تحسين تعاملهم مع الطلاب خلال عمليات التسجيل أو سواها، فالطلاب ومصالحهم أمانة في أعناق هؤلاء أولاً وآخراً.
أخيراً البحث بشكلٍ جديٍ عن التخفيف من أعداد طوابير الانتظار السنوية أثناء عمليات التسجيل.