زراعة الحمضيات في مهب الريح!؟

وقد لوحظ في محافظة طرطوس، خروج وقلع عشرات الألوف من هذه الشجرة، بعد الخسائر المتوالية للفلاحين.
وإذا استمرت الأمور هكذا.. فإن مساحات واسعةً ستخرج من الإنتاج، وخلال عامين آخرين قد يجد السوريون أنفسهم يستوردون الحمضيات، بدل الفائض من الإنتاج لدينا.
قاسيون جالت على العديد من المزارعين، واستطلعت واقع هذه الزراعة وصعوباتها، وقد صرح هؤلاء: إنهم في وضع لا يحسدون عليه، وكل الظروف ضدهم، فالارتفاع فاحش في أسعار مستلزمات الإنتاج، مقابل انخفاض كبير في أسعار المنتج، كما ولوحظ فارق كبير في الأسعار بين ما يتقاضاه المنتج، وبين الأسعار التي تصل إلى المستهلك، وهذه لعبة التجار والسماسرة، في ظل غياب دور الدولة، والتموين تتفرج.
كما اشتكى العديد من المزارعين من انتشار أمراض جماعية في الحقول، مثل: الجرب والصدأ، والتي تحتاج إلى أدوية علاجية مرتفعة الأسعار، «وطالبنا الإرشاديات واتحاد الفلاحين بالتدخل لمساعدتنا، والجواب دائما: لا توجد إمكانات».!
أحد المزارعين بين لنا نموذجاً عن كلفة الطن الواحد من البرتقال، وسعره، والمردود الذي يحصل عليه المزارع بشكل وسطي.
فمثلا: إذا بعنا الطن الواحد بـ 50 ألف ل٠س في مرحلة الذروة، فكلفته وسطياً هي: 5000 ل٠س أجور نقل، و12000 ل٠س عبوات، و3500 كمسيون، و6000 أجور عمال، وهذه كلفة مباشرة.
كما تلحقها كلفة سنوية أخرى، فمثلاً: نقدر أن الطن إنتاج عشرِ أشجار متوسطة الإنتاج وبمساحة ربع دونم، وتحتاج لكلفة سنوية وسطياً: 8000 ل.س تقليم، 3000 ل.س سماد، و 1500 ل.س محروقات ري، و1500 ل.س مبيدات، و2000 ل.س أجور عمال للقيام بذلك، ونضيف الكلفة السابقة فيصبح مجموع كلفة الطن حوالي 40000 ل٠س، وصافي دخل المزارع عشرة آلاف ل.س، أي: عشرة ليرات في كل كغ تدخل جيب المزارع، وإذا كان النوع حامضاً، فالسعر الوسطي هو 100 ل٠س والصافي للمزارع 60 ل س، وهنا لم يتم حساب حالات الصقيع والعواصف التي تخرب كميات كبيرة سنوياً، وإذا قسمنا وسطياً الصافي للمزارع، إذا قام هو بالعمل كاملاً فسيوفر عشرة آلاف ليرة في الطن، أي: عشرة ل.س في الكغ فيكون دخله من كل كغ هو: عشرون ل.س.
فكم سيحتاج هذا المزارع إلى أطنان إنتاج، ومساحات زراعية كي يستطيع إعالة أسرته؟٠
سؤال برسم الجهات المعنية كلها!