حواجز طريق عفرين - (تفتيش أم شيء آخر)؟
بقيت منطقة عفرين خلال هذه الحرب آمنةً نسبياً مقارنة مع المدن السورية الأخرى، ومن هنا كان الضغط السكاني الكبير عليها من المناطق المجاورة هرباً من الحرب والصراع المسلح، ومن قوى التطرف، فازدادت معاناة المواطنين فيها من خلال ارتفاع الأسعار/العقارات- المواد الغذائية/ مروراً بمعاناة غياب التيار الكهربائي نهائياً عن المدينة خلال فترة الحرب، ليحل محلها نظام الأمبيرات.
والمعاناة الأخرى لدى الأهالي هي: هجرة الشباب قسراً بسبب الحرب إلى أوربا والدول المجاورة، وما زالت هذه المعاناة مستمرة نتيجة الحرب التي فُرضت على أبنائها.
حواجز «الأمان»!
إذا كانت المعاناة المذكورة سلفاً من نتائج الحرب، وهي تبررها نوعاً ما، إلا أن المعاناة الأخرى من قبل المواطنين المسافرين إلى حلب ودمشق، على بعض حواجز التفتيش التابعة للدولة بغض النظر عن تسميتها وتبعيتها، لا تقل أهمية.
وللوقوف على هذه المشكلة/الحواجز/ لابد لنا أن نقول: إنها وضعت أساساً لحماية السكان من الإرهاب، وليس لاتخاذ الإرهاب ذريعة للقيام بتخويفهم أو سلبهم /تشليحهم/.
في واقع الأمر، الذي يجري هو العكس، فإن كل من يصل إلى بعض هذه الحواجز يشعر بالخوف وليس بالأمان، وعلى هذا الطريق الحيوي على مدار عمر الأزمة، كان الكثير من المواطنين الذين يأتون إلى دمشق أو حلب يتعرضون أثناء مرورهم على بعض الحواجز لعملية التشليح وللأسف الشديد ما زالت العملية مستمرة.
الجباية «ع الراس وع التنكة»
لدى استطلاع آراء بعض المواطنين القادمين إلى دمشق، أو المسافرين إلى عفرين، كانت الإجابة دائماً موحدة: حيث تراوحت المبالغ بين 500 ل.س و1000 ل.س على كل راكب سابقاً والدفع إجباري، أما حالياً عملية التشليح تطورت باتجاه أخر وهي: أن يقوم سائق الحافلة بدفع المبلغ، كإجمالي، وذلك على حساب زيادة أجرة الراكب.
بغض النظر عن تفاصيل أسماء هذه الحواجز ومواقعها باعتبارها باتت معروفة للجميع، حيث يمر عليها يومياً ما يقارب 250 حافلة بين كبيرة وصغيرة.
أحد الحواجز انتقل من مهمة حماية أمن السكان إلى فرض اتاوات على الذين يجلبون معهم تنكات الزيت/1000 ل.س لكل تنكة/ كما ويقوم بفرض مبلغ (5000ل.س) على سائقي الحافلات الكبيرة المحملة بالركاب.
ملايين يومياً!
الجدير بالذكر، هناك بعض الحواجز الأخرى على طريق عفرين حلب- دمشق، السائق مجبر لدفع مبالغ مالية كبيرة لهم، وذلك على حساب زيادة أجرة الركاب، وأجرة المواد الأخرى المحمولة، وهنا لابد لنا أن نذكر بأن عدد الرحلات اليومية بين عفرين- دمشق تصل إلى حوالي عشر رحلات.
وحسب بعض الروايات أن بعض السائقين يضطرون الى دفع عشرات آلاف الليرات يومياً لمختلف الحواجز الموجودة على طول الطريق، حيث لاتتعدى المسافة بين حاجز وآخر سوى مئات الأمتار أحياناً، والحواجز هذه تأخذ من الحافلات التابعة لخط عفرين- دمشق حصراً.
وللإشارة، هناك بعض الحواجز على هذا الطريق لا تقبل بأقل من 15 ألف ليرة لكل حافلة كبيرة محملة بالركاب، والمتوجهة إلى دمشق أو بالعكس متوجهة إلى عفرين. والحواجز الدسمة على هذا الطريق يصل عددها إلى ثلاثة حواجز. وبالتالي أمام سائق الحافلة والركاب خياران لا ثالث لهما: إما البقاء عند الحاجز لفترة طويلة في الانتظار- أو دفع المبلغ المطلوب منه!
والنتيجة، أن هناك ملايين من الليرات السورية تتم جبايتها «تشليحاً» من جيوب المواطنين، وعلى حساب معيشتهم يومياً، تحت اسم الحماية والحرص والأمان!.
فهل من يعيد للحواجز دورها وواجبها، أم أن المواطن سيبقى رهينة الابتزاز أو هدر الكرامة على بعضها؟!