معاناة أهالي «جبّ حسن» متى ستنتهي؟!
«جبّ حسن» من الأحياء الكبيرة العشوائية التي ازدحمت كثيراً في السنوات الأخيرة، بعد تدفّق آلاف المهجّرين إليها نتيجة الأزمة.
يقع هذا الحي شمال شرق مدينة اللاذقية إلى جوار قرية بسنادا، وهو من أقرب الأحياء إلى المدينة، إذ لا يبعد عنها أكثر من ثلاثة كيلومترات، ومع ذلك، فإنه يفتقر إلى العديد من الخدمات الرئيسة، ويكاد يخلو من أهّم مستلزمات العيش.
واقع وشهود
ومن خلال جولتنا في الحي المذكور، التقت «قاسيون» بعدد من سكانه، وكانت الحصيلة التالية:
محمد.ح– متقاعد: «بالنسبة لي أهم مشكلة أعاني منها هي الروائح الكريهة المنبعثة من مجرور الصرف الصحي المكشوف، والذي يمتدّ من «سقوبين» وحتى نهاية حيّ «الدعتور»! وطبعاً هذا الوضع سبّب قدوم وتكاثر أنواع غريبة من الحشرات الطائرة منها والزاحفة، وانتشار الأوبئة والأمراض العديدة، لتسهم بدورها في زيادة معاناتنا.. طالبنا العديد من الجهات المسؤولة بمعالجة هذه المشكلة، إلا أنهم وبكل أسف، أداروا لنا آذانهم الصمّاء!».
أمّ سليم– ربة منزل: «يا أخي أنا كامرأة وعندي أولاد يهمّني توفّر الماء العذب للشرب والغسيل وخلافه.. والماء غير متوفر إلا بكميات قليلة، فنضطر إلى شراء المياه من الصهاريج، وبالتأكيد ليست نظيفة. وكما ترى أحوال القاطنين هنا في هذا الحي؛ أغلبهم من الفقراء ذوي الدخل المحدود، والذين بالكاد يستطيعون تأمين قوت يومهم بشقّ النفس. فمن أين لنا القدرة على شراء الماء كلما دعت الحاجة؟».
بهاء. ر– طالب جامعي: «مشكلتي في الذهاب والإياب إلى الجامعة؛ إذ لا توجد وسائط نقل لا عامّة (باصات) ولا خاصة (سرافيس) تعمل لتخديم أهالي هذا الحي، ما يجعلنا نتسابق على الطريق متدافعين بطريقة بدائية، للظفر بمقعد في أحد السرافيس التي تعمل على خط قرى (سنجوان، سقوبين، المشيرفة) وبتعرفة الأجر الكامل للراكب إلى آخر الخط! باختصار، هذا الحي من المناطق التي نسيها الزمن!».
أم أحمد– مهجّرة: «اخترنا هذه المنطقة الفقيرة للسكن لرخص الإيجار فيها نسبياً مقارنةً مع غيرها من المناطق. ولكن لكل شيء ثمنه؛ كما ترى شوارعها ضيقة وغير معبّدة وتخلو من لمسات الحضارة، فلا مدرسة ولا حديقة ولا مستوصف.. (وزفرت مستطردةً) في الصيف، غبار خانق. وفي الشتاء، وحول لا تطاق. تصوّر! حتى تزفيت الشوارع يخضع لاعتبارات ليس آخرها الرشاوى.. البلد «عوجة» يا ابني، الله يهدّي الحال ونرجع لبيوتنا لنقضي ما تبقّى لنا من عمر بـ «شويّة» كرامة!».
ما سمعناه ورأيناه هو غيضٌ من فيض. ولابد من إعادة النظر في وضع الإنسان في هذا الحي، واحترام إنسانيته وحقّه في السكن الإنساني اللائق.
برسم مجلس مدينة اللاذقية لإيجاد العلاج المناسب.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 830