حرائق جديدة ولا من يغيث!

حرائق جديدة ولا من يغيث!

بتاريخ 6/8/2017 نشب حريق في منطقة وادي قنديل، في ريف اللاذقية الشمالي، حيث طال بعضاً من الأحراج في المنطقة.

وفي منتصف الشهر نشب حريق هائل في سفوح قرى عين بدرية وعين سليمو ونبل الخطيب بسهل الغاب الغربي بريف حماة والنيران تمتد باتجاه سفوح جبال صلنفة، وذلك حسب ما تداولته وسائل الإعلام.

لا مبالاة وتيئيس
وقد نقلت وسائل الإعلام عن قائد فوج إطفاء اللاذقية، حول حريق منطقة وادي قنديل، قوله: إن عناصر وسيارات المركز توجهت إلى مكان الحريق بسرعة وحالت دون انتشاره إلى الأحراج المجاورة، حيث تضررت نحو 5 دونمات من أحراج الصنوبر، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من عمليات الإخماد والتبريد بشكل كامل، وذلك بمشاركة آليات مديرية الزراعة والدفاع المدني ومديرية الأحراج بالمحافظة.
الملفت أن موضوع مسلسلات الحرائق المنفلتة لم تعد تثير الاهتمام، لا على المستوى الرسمي ولا على المستوى الإعلامي، ولعل ذلك سببه حال اليأس والتيئيس الذي وصل إليه هذا الملف على المستوى الرسمي من اللامبالاة وعدم الاكتراث، على الرغم من أهميته على مستوى انعكاساته السلبية على الإنسان والطبيعة والمستقبل.
بمقابل استمرار الأهالي بتحميل أسبابها ونتائجها إلى تجار وسماسرة الحطب والفحم، الذين وجدوا في هذه المسلسلات فرصة للتربح والاستثمار، ولم لا؟ طالما أن الإجراءات الرسمية حتى الآن ما زالت قاصرة عن تحديد هؤلاء، وتحميلهم مسؤولية أعمالهم وجرائرها.

مواسم مربحة!
يؤكد الأهالي في المناطق التي تأتي عليها الحرائق، على اتساعها، أن فصل الشتاء يعتبر موسماً بالنسبة لتجار الحطب بظل واقع ارتفاع أسعار مازوت التدفئة وندرته، وتسبقه عادة الكثير من الحرائق التي تأتي على الأحراج والغابات، بالإضافة للموسم الدائم بالنسبة للفحم، وخاصة فحم «الأركيلة» التي راج سوقها وانتشرت على مستوى الاستهلاك كالنار في الهشيم، الأمر الذي جعل من مسلسلات الحرائق فرصة لتجميع الفحم وبيعه، للمقاهي وللبائعين، وهي تجارة مربحة، خاصة وأن رأسمالها عبارة عن جهد يقتصر على إشعال الحريق ومن ثم التحطيب أو التفحيم، بالإضافة لما يمكن استثماره لاحقاً في الأراضي التي طالتها الحرائق وأصبحت جرداء من قبل التجار والسماسرة والمستثمرين، بوضع اليد، أو بتوسيع استثماراتهم.

تأسُّف وأسف!
النتيجة أننا لم نعد ندري كيف نوزع أسفنا؛ على الغابات والأحراج، التي نفقدها سنوياً وتباعاً، أم على الإجراءات الرسمية التي لم تَحُلْ حتى الآن دون استمرار هذه المسلسلات سنوياً، أم على مستقبلنا ومستقبل أبنائنا في ظل التآكل المستمر للطبيعة من حولنا، وما تحمله بطياتها من انعكاسات سلبية، ليس علينا كبشر فقط، بل على البيئة الطبيعية للكثير من الحيوانات والطيور والحشرات التي تعتبر هذه الغابات والأحراج موطنها الأصلي، بل إن بعضها يعتبر نادراً، ومحصور وجوده فيها، والأسف الأكبر أن الكثير يستغيث، وما من مغيث!.
وكل ذلك من أجل مصلحة آنية وجشعة وأنانية، وربما محمية، تصب بحسابات حفنة من التجار والسماسرة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
824