مستحقون للمازوت بلا مخصصات.. والسعر رهن الظروف!

«عيرة من الجيرة»
واشتكت سناء 54 عاماً وتعيش في دمشق، لـ«قاسيون» إنها أمضت الشتاء على أمل أن يحين دورها في استلام مخصصات عائلتها من المازوت، لكن ذلك لم يحدث.
وتابعت «عشت وزوجي الطاعن في السن شتاء بارداً، وكنت أطلب من الجيران كميات قليلة من المازوت واعدة بإعادتها لهم عندما أحصل على مخصصاتي التي لم تصلني حتى اليوم، مع أني قمت بالتسجيل منذ شهر تشرين الثاني للحصول على 200 ليتر»، منوهة إلى أن «زوجي قضى أياماً من المرض في فترة البرد وتوفي دون أن ينعم بيوم دافئ «.
شتاء كالكابوس
وبدوره قال لؤي 37 عاماً ويسكن قرب برزة، «انقضى الشتاء كالكابوس، فلم أعرف وعائلتي يوماً من الراحة والدفء لأننا لم نستلم مخصصاتنا من المادة، وكنت أحاول مواساة نفسي بأن معظم نهاري أمضيه في العمل وأضع ابني في منزل أهلي، ونحاول البقاء تحت الأغطية مرتدين الكثير من الملابس حتى نرد البرد نوعاً ما».
وأكد لؤي أنه اتصل مراراً بمركز التسجيل واستفسر عن مخصصاته، لكن الجواب كان دائماً مبهماً، فمرة تكون الحجة أن دوره لم يحن، ومرة أنه لا توجد كميات كافية.
وتخلل عملية توزيع مادة المازوت الشتاء المنقضي، توقفٌ «مؤقت»، حيث قالت وزارة النفط في شهر شباط حينها: إن عملية التوزيع توقفت بشكل مؤقت بسبب نقص المادة، واعدة باستئناف عمليات التوزيع حالما تتوفر المادة.
وأعرب مواطنون عن قلقهم من حدوث ارتفاع على سعر المازوت، وسط شائعات متكررة عن نية الحكومة رفع سعر مشتقات النفط ورفع الدعم عن المازوت، خاصة بعد الإعلان عن بيعه للقطاع الخاص والصناعيين بسعر التكلفة.
والحكومة كانت قد أعلنت عن تأمين مازوت للصناعيين وبيعه لهم بسعر التكلفة أي 290 ليرة/ ليتر.
مازوت التدفئة «ليس أولوية»!
أما عن مصير أولئك الذين سجلوا ولم يحصلوا على المادة، فقال مدير عام شركة محروقات سمير حسين في تصريحات إذاعية مؤخراً، إن عملية توزيع مازوت التدفئة توقفت لهذا العام، وسيتم استئنافها للشتاء القادم اعتباراً من بداية شهر آب القادم.
وتابع حسين إن أولئك الذين سجلوا العام الماضي، ستكون لهم أولوية التوزيع عند استئنافه، مشيراً إلى أن المادة شهدت اختناقات متكررة خلال الشتاء وخاصة في الشهرين الأول والثاني من العام الحالي، لكن الأولوية في الوقت الحالي للأغراض الزراعية.
ولفت حسين إلى أنه في حال صدور قرار برفع سعر المادة، سيتوجب على جميع المسجلين التسديد وفق السعر الجديد.
يشار إلى أن وزارة النفط والثروة المعدنية قالت في شباط 2017 إن كميات المازوت الموزعة لأغراض التدفئة بلغت 195,8 مليون ليتر استفادت منها أكثر من 1,5 مليون أسرة في مختلف المحافظات بكميات تتراوح من 50 إلى 200 ليتر لكل أسرة، مضيفة إن أكبر كمية وزعت في دمشق حيث بلغت 36,2 مليون ليتر على 181113 أسرة .
ويأتي الحديث عن عدم إيصال مازوت التدفئة لمستحقيه لسنة جديدة، تواصل فيها الحكومة سياستها المتراجعة عن دعم العديد من المواد الأساسية، وتحديداً المشتقات النفطية حيث خرجت مادة البنزين من مظلة الدعم بالكامل بعد ربط سعره بالسعر العالمي للمادة، إضافة لبيع المازوت للصناعيين بسعر التكلفة ما يعني توقف دعم الصناعة.