معربا.. شح مياه وإهمال
مشكلة نقص المياه في بلدة معربا بريف دمشق ليست جديدة، لكنها ازدادت وتفاقمت خلال السنوات الأخيرة على إثر زيادة تعداد القاطنين فيها، بنتيجة موجات النزوح إليها، حيث يقدر عددهم بـ 300 ألف مواطن.
المشكلة بالنسبة للأهالي لم تعد تقتصر على النقص والشح بالمياه، بل باتت مشكلتهم أعمق وأكبر من خلال سوء توزيع المتوفر من المياه على أحيائها.
استغلال الحاجة!
بعض الأحياء في البلدة تصل إليها المياه بشكل يومي، بينما في أحياء أخرى تصل إليها المياه كل ثلاثة أيام، أما الأحياء المغلوب على أمرها فقد لا تصلها المياه إلا كل 15 يوماً، ولمدة لا تزيد عن الـ 10 ساعات فقط، وذلك كله دون أسباب مفهومة للأهالي، وخاصة في تلك الأحياء المغلوب على أمرها.
الشح بالمياه، مع سوء التوزيع الجاري بها، اضطر الأهالي للاستعانة بصهاريج المياه من أجل تأمين حاجاتهم اليومية من هذه المادة الحياتية، حيث يكلف تأمين 1 متر مكعب من المياه 1000 ليرة عبر الصهاريج، ما يعني تكاليف شهرية كبيرة يتم تكبدها من قبل الأهالي على المياه فقط، دوناً عن الاحتياجات الأساسية الأخرى، وذلك استغلالاً لحاجات هؤلاء من قبل أصحاب الصهاريج ومن خلفهم، كون المنهل الوحيد الموجود في البلدة لهذه الغاية مستغل بشكل كلي لهؤلاء على رأس القائمة، علماً أن في البلدة توجد بئران مع خزان تجميعي ومولدة وتوابعها، ولكنهما غير موضوعتين في الاستثمار منذ أكثر من عامين!.
وعود غير منفذة!
يشار إلى أنه سبق وأن تم وعد الأهالي، من قبل وزير الموارد المائية مطلع عام 2005، بتنفيذ أربعة آبار في البلدة بشكل عاجل واسعافي لتوضع في الخدمة فوراً بعد الانتهاء من تجهيزها، إلى جانب البئرين الموجودتين فيها، وذلك من أجل حل مشكلة نقص المياه في البلدة، على ضوء الزيادة السكانية فيها، إلا أن الأهالي لم يلحظوا تنفيذاً لهذا الوعد حتى الآن، وما زالت المشكلة قائمة وتتفاقم، وزادت معدلات الاستغلال والاتجار فيها على حساب احتياجاتهم.
مشاكل أخرى لا تقل أهمية
لم تقف معاناة الأهالي عند حدود مشكلة نقص المياه فقط، بل هناك العديد من أوجه المعاناة الأخرى التي لا تقل سوءاً واستغلالاً لهم، اعتباراً من أجور النقل بواسطة السرافيس العاملة على الخطوط الواصلة للبلدة، والتي تبلغ 150 ليرة، وهو مبلغ مرتفع، ما يعني تكبد العاملين والموظفين والطلاب كلهم، المضطرين للانتقال من وإلى البلدة، ما لا يقل عن 500 ليرة يومياً كأجور طريق فقط، أي ما يعادل 11000 ليرة شهرياً لكل فرد، وبحال كان في العائلة فردان مضطران لهذا الانتقال اليومي فقط، فإن التكلفة الشهرية تصبح متجاوزة لنصف الأجر الشهري لرب الأسرة العامل، فكيف ببقية النفقات الضرورية على بقية مستلزمات الحياة اليومية الأخرى، ناهيك عن طول الطريق والحواجز، ما يعني هدر المزيد من المال والوقت والجهد.
مشكلة أخرى، قديمة ومتجددة، تتمثل بسوء الطرقات، سواء داخل البلدة، أو الواصلة إليها، حيث تغلب على هذه الطرقات الحفريات المهملة، أو الاهتلاك بسبب عامل الزمن والعوامل الجوية، وقد بات من الضروري ردم الحفر المتروكة، واعادة تعبيد الطرقات بالقمصان الإسفلتية، خاصة في ظل الضغط الكثيف على البلدة بشوارعها وتفرعاتها، داخلاً وخارجاً، من قبل وسائل النقل العديدة خلال السنوات الماضية، على إثر إغلاق طريق اوتستراد حرستا.
لماذا الإهمال والاستهتار؟
أهالي بلدة معربا يطالبون كلاً من وزارة الموارد المائية ومحافظة ريف دمشق بمديرياتها المختلفة، وخاصة النقل والخدمات، بالإضافة إلى وحدة المياه في التل، من أجل حل مشاكل البلدة المتراكمة والمتفاقمة منذ أعوام، خاصة وأن جزءاً منها سبق وأن تم اتخاذ قرارات بها، وتم التوجيه من أجل حلها، ولكن دون جدوى حتى الآن، كما ويتسائلون لماذا هذا الإهمال والاستهتار بمعاناتهم وبحقوقهم، طيلةَ هذه الفترة؟.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 814