خدمة الكهرباء في اللاذقية ستتحسن مع تحسن الطقس!!
سمير علي سمير علي

خدمة الكهرباء في اللاذقية ستتحسن مع تحسن الطقس!!

نفى مدير كهرباء اللاذقية ما تم تداوله عبر صفحات التواصل الاجتماعي، عن خروج مظاهرة أمام مبنى مديرية الكهرباء في المحافظة، وأنَّ ما تم تداوله مجرد إشاعات وخبر عارٍ عن الصحة.

 

حيث تداولت صفحات التواصل خبراً مفاده تجمع العشرات من أبناء محافظة اللاذقية أمام مبنى مديرية كهرباء اللاذقية، وقاموا بإحراق الإطارات، مرددين بعض الشعارات والهتافات المعبرة عن الاستياء، لما وصلت إليه حال الخدمة الكهربائية بالمحافظة.

الأرضية خصبة ومناسبة

لعل الخبر والنفي لا يعنينا، بقدر ما يعنينا تسليط الضوء على واقع حال الخدمة الكهربائية بمحافظة اللاذقية، من تردٍّ وترهل، وحال الاستياء والغضب الذي بات يعتري المواطنين في هذه المحافظة، من هذا الواقع، وعدم معالجة سوء الخدمة المزمن فيها منذ سنوات، والأعذار المكرورة التي يسوقها مسؤولو القطاع الكهربائي بالمحافظة دون جدوى أو نتائج عملية تنعكس إيجاباً على واقع هذه الخدمة الهامة، الأمر الذي يمكن أن يكون الأرضية المناسبة والخصبة التي تبنى عليها الكثير من الأخبار، الصحيح منها أو الكاذب، وخاصة مع تراكم الاستياء من أزمات أخرى يعيشها المواطنون عموماً.

واقع مزرٍ

واقع الحال يقول أن التقنين الكهربائي في مدينة اللاذقية وريفها الكبير وصل إلى 20 ساعة في اليوم وسطياً مطلع الشهر الحالي، بالإضافة للانقطاع الكامل طيلة الـ 24 ساعة في بعض الأحياء والمناطق، مثل حي الدعتور والرمل الشمالي، وبدرجات أخف قليلاً في مناطق وأحياء أخرى، مثل ضاحية الأسد والطابيات والصليبة، أما على مستوى الريف والبلدات والقرى الجبلية فحدث بلا حرج عن واقع سوء الخدمة الكهربائية، وفترات القطع المتواصل فيها.

ولعل حالة الاستياء العامة قد تزايدت مع قدوم العاصفة الأخيرة، خاصة باعتبار الطاقة الكهربائية تعتبر مصدراً من مصادر الدفء في ليالي الشتاء الباردة والأعاصير، في ظل عدم توفر المصدر الأساسي المتمثل بالمازوت، وارتفاع أسعاره بحكم احتكاره من قبل تجار السوق السوداء، ومن خلفهم من المتنفذين في المحافظة، ناهيك عن التمييز والتباين في ساعات التقنين الكهربائي بين منطقة وأخرى أو بين حي وآخر.

ما لم يؤخذ بالحسبان

من المعلوم بأن محافظة اللاذقية استقطبت أعداداً كبيرة من النازحين إليها من بقية المحافظات، وهذا التعداد السكاني المتزايد خلال السنوات الماضية كان له تأثير مباشر، على مستوى الخدمات العامة، ومنها الكهرباء، التي زادت معدلات الطلب عليها تناسباً مع تلك الزيادة السكانية، وبالمقابل على مايبدو، فإن هذه الزيادة في الطلب على استهلاك الطاقة لم يتم الأخذ به بعين الاعتبار، أو بالحد الأدنى لم يكن بما يتناسب مع هذه الزيادة، لا على مستوى حصة المحافظة من الطاقة الكهربائية وزيادة كمياتها، ولا على مستوى مراكز التحويل والصيانة العامة للشبكة والأبراج وغيرها، ما أدى بالنتيجة لزيادة الأعطال وزيادة ساعات التقنين.

تصريحات تزيد الطين بلّةً!

بالعودة إلى تصريح مدير كهرباء المحافظة الذي أدلى به لأحد المواقع الاعلامية، فقد قال في معرض رده على خبر المظاهرة واستياء المواطنين: «أؤكد لكم أن الغاية الأساسية هي الإساءة لشركة الكهرباء وللوزارة أيضا»!!، وبالنسبة للمشاكل التي يعاني منها المواطنون في بعض المناطق أثناء التغذية الكهربائية فقد عزاها إلى: «الضغط والحمولة الزائدة، والاستجرار غير المشروع في بعض المناطق التي تؤدي لأعطال وانهيار في الشبكة، بالإضافة إلى الزيادة في عدد الوافدين والسكان والتوسع العمراني غير المدروس».. مبيناً أن: «حصة محافظة اللاذقية هي 250-280 ميغا واط».. وختم بقوله: «من الممكن أن يكون هناك تحسن ملموس مع تحسن الطقس، ووصول باخرة النفط الخام لتكريرها للحصول على المشتقات النفطية ومنها «الفيول» ربما مع بداية الشهر الجاري»!!.

التصريح أعلاه زاد الطين بلّةً، فالمواطنون المستائون من واقع سوء الخدمة الكهربائية بالمحافظة ليسوا بوارد الإساءة لشركة الكهرباء أو وزارتها، بل عل العكس جل ما يريدونه هو رد إساءات هذه وتلك المتكررة والمعتدية على حقوقهم، بما فيها مضمون التصريح أعلاه الذي ينطبق عليه المثل القائل: «ضربني وبكى.. سبقني واشتكى»، حيث أن الإساءة الأسبق هي التي وقعت على المواطن بسبب سوء الخدمات التي تقدمها مؤسسة  الكهرباء، كما لاتعنيهم أية مبررات عن زيادة الاستجرار والحمولة وزيادة السكان وغيرها، فهم يعلمونها ويعيشون معها، كما وسمعوا هذه المبررات والمسوغات والأعذار مراراً وتكراراً طيلة السنوات الماضية.

ويبق التساؤل الأساسي على ألسنتهم: «مالذي فعلته شركة الكهرباء لمعالجة هذه الزيادة بالحمولة والاستجرار منذ سنوات وحتى الآن»؟. 

أما عن أن: «تحسن الخدمة الكهربائية سيترافق مع تحسن الطقس»! فلعمري هذه المقولة تسجل على أنها أفضل ابداعات التصريحات الرسمية على الإطلاق مع بداية هذا العام.

حيث قال أحد المواطنين في معرض تهكمه على هذا التصريح: «وقت بدو يتحسن الطقس بنام ع الشط يا حبيب، وك وبالبحر كمان، شو بدنا بالكهرباء وقتا».

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
794