في وادي المشاريع الخبز معاناة يومية!
عابدين رشيد عابدين رشيد

في وادي المشاريع الخبز معاناة يومية!

تزايد عدد سكان منطقة وادي المشاريع بدمشق خلال السنين الماضية، بسبب استمرار الوافدين إليها من المناطق والمحافظات المختلف، بالترافق مع ظروف الحرب والأزمة، ليبلغ عدد سكانها /200 ألف نسمة/ تقريباً.

مع هذا التزايد بتعداد السكان، تزايدت مشكلات وأزمات المنطقة، من ارتفاع بإيجارات العقارات، إلى مشاكل المياه والكهرباء وغيرها الكثير، والانعكاسات السلبية لذلك كله على السكان، حيث تكاد مشكلات المنطقة أن تكون غائبة عن الجهات المعنية، ولكن الأهم من ذلك كله مشكلة تأمين رغيف الخبز، الذي أصبح يشكل معاناة يومية بالنسبة للسكان.

رغيف الخبز

من المفروغ منه، بأن مادة الخبز حيوية واستراتيجية، وتمس المواطنين كافة بشكل يومي، ويعتمد سكان منطقة وادي المشاريع في تأمين هذه المادة على المحلات والبقاليات، بالإضافة إلى الكشك الوحيد الذي يتبع المؤسسة العامة للمخابز.

كوة بيع الخبز الوحيدة النظامية بالمنطقة يتم تزويدها عبر المخبز الآلي في مشروع دمر، حيث يقوم المخبز المذكور بتأمين حوالي (250-300 ربطة خبز) لهذه الكوة يومياً، لتباع ربطات الخبز بها بالسعر النظامي للمواطنين.

ولكن هذه الكمية غير كافية أمام هذا العدد الكبير من السكان في المنطقة لتسد حاجتهم، حيث باتوا يلجؤون أيضاً إلى المحلات والبقاليات لتأمينها ولكن بأسعار مرتفعة، حيث تباع ربطة الخبز الحكومي بـ 100 ليرة عن طريق البسطات، والربطات السياحية تكون الملجأ الأخير للسكان بحال عدم توفر الخبز الحكومي نظراً لارتفاع سعرها، ولضيق ذات اليد بالنسبة لسكان المنطقة، الذين يغلب عليهم الفقر والعوز.

متابعة

بناءً على شكوى الأهالي حول النقص الحاصل بكمية الخبز في المنطقة، قامت «قاسيون» بالاتصال مع مدير المخبز الآلي في مشروع دمر والذي أفادنا بالتالي: 

المخبز الآلي ينتج بحدود (35-40 طن) يومياً، وشهرياً حوالي /1000/ طن، حيث يقوم أولاً بتأمين مادة الخبز لإدارة التعيينات بنسبة (60%) تقريباً من كتلة الإنتاج اليومي.

وعن مشكلة تأمين الخبز لكوة البيع الموجودة بمنطقة وادي المشاريع، أكد مدير المخبز أنه في الشهر القادم سيكون هناك زيادة في الكمية المخصصة لكشك وادي المشاريع من (250-300 ربطة) إلى (500-600 ربطة) يومياً.

ولم يخف مدير المخبز، بأن هذه الكمية غير كافية لتأمين احتياجات سكان المنطقة، ولكنه أشار إلى أن هذه هي الإمكانات المتوفرة لديه، حسب كميات الإنتاج المتاحة.

والحل حسب رأي مدير المخبز هو: تأمين فرن خاص بالمنطقة لسد النقص الحاصل لحاجات الناس لهذه المادة الحياتية اليومية والهامة، أسوة بغيرها من المناطق الأخرى، حيث لا يوجد في المنطقة أي مخبز خاص حتى الآن.

معاناة على الجانب الآخر

أثناء الحديث مع مدير المخبز الآلي أشار إلى بعض المعاناة التي يواجهها العاملون لديه، حيث يعمل في المخبز حوالي 90 عاملاً، معظمهم بعقود موسمية، وهؤلاء يعملون حوالي /12ساعة/ يومياً وبأجر حوالي 16 ألف ليرة.

وانطلاقاً من ذلك فإن تثبيت هؤلاء العمال هو مطلب أساسي بالإضافة إلى ضرورة تشميلهم بالتأمين الصحي، مع زيادة الأجور والحوافز لعمال المخابز كلهم، نظراً لطبيعة عملهم وطول ساعات العمل، والتي تختلف عن باقي الأعمال الأخرى، لأنهم يوفرون أهم سلعة في حياة المواطنين.

حيث أن ذلك ينعكس إيجابياً على مردودية العمل والإنتاجية بنهاية المطاف.

مشكلة واجبة الحل

ختاماً نقول إن تأمين مادة الخبز، وتحسين نوعيته وجودته، وزيادة كميته بما يتناسب مع زيادة تعداد السكان في المنطقة، هو مطلب محق، ومن الهام والضروري أن يصار إلى إيجاد الحل المناسب له.

ولعل ذلك يكون عبر زيادة أعداد كوى البيع التابعة للشركة العامة للمخابز في المنطقة، وزيادة الكميات المخصصة للبيع عبرها من مادة الخبز يومياً، بما يتناسب مع الاحتياجات العامة، سواء عن طريق المخبز الألي في المشروع أو عن طريق غيره.

وبحال عدم التمكن من ذلك فإنه من الواجب أن تتضافر الجهود الأهلية والرسمية من أجل تأمين مخبز خاص في المنطقة، ليسد النقص الحاصل بتأمين هذه المادة، أسوة بغيرها من المناطق، باعتبار لا يوجد فرن خاص فيها، على الرغم من كثرة عدد السكان.

معلومات إضافية

العدد رقم:
793