الديريون... الثلج الأبيض اصطبغ بالأحمر.!
يوم الأحد 18/12 هبت عاصفة ثلجية، لم تحدث منذ 25 عاماً، غطت مدينة دير الزور وريفها، ووصلت في بعض المناطق إلى سماكة 20 سم وأكثر، مما تسبب بموجة برد شديدة، وخاصةً أن جو المنطقة قاري وصحراوي، مما فاقم شدة البرد.
ومع عدم توفر أية وسيلة من وسائل التدفئة، نتيجة انعدام المحروقات، بسبب الحصار، بل وحتى الحطب نتيجة اختفاء حتى ما تبقى من أشجار نتيجة الاقتطاع السابق، والقسم الضئيل الذي تبقى غير قابل للاشتعال بسبب الرطوبة، لجأ الأهالي إلى حرق ما تبقى من خزنٍ وكراسٍ خشبية، أو اقتلاع ما تبقى من أبواب وقوالب من المنازل المهدمة، أو من الغرف الأخرى التي باتوا ليسوا بحاجةٍ لها، أو ما تبقى من ثيابٍ وأحذية بالية، رغم ما تسببه لهم من اختناق نتيجة الروائح وغاز الكربون، كون اشتعالها غير كاملٍ.!
كما يتوجس أهالي دير الزور من العاصفة القادمة خلال هذا الأسبوع وهم لا حيلة لهم ولا قوة.!
ضحايا القذائف والقصف.!
خلال الأيام القليلة الماضية، أمطر التنظيم الفاشي الداعشي أحياء المدينة المحاصرة بعشرات القذائف، وذهب ضحيتها العديد من المواطنين المدنيين الأبرياء، كما طال القصف المدفعي والجوي أحياء المدينة الأخرى وريفها، حيث يتحصن الفاشيون ويحتمون ويختفون بين المدنيين، مما يجعل المدنيين الأبرياء ضحايا القصف، ناهيك عن الممارسات اليومية التكفيرية الفاشية.
وفي الحالتين فقد تلون الثلج الأبيض بدماء الأبرياء، وأصبح أحمر.!
الحكومة تتظاهر بالعجز.!
أكثر من سنةٍ ونصف وما تزال الحكومة لا تقوم إلا بالنزر اليسير من واجبها، بل وتترك الأمور لتجار الأزمة وللفاسدين من المسؤولين دون محاسبة، سواء بلقمة الديريين أو بحياتهم، وتتعلل بالأزمة والحصار، بينما الفاسدون وتجار الأزمة يتنعمون بما ينهبون دون حسيبٍ أو رقيبٍ، وتكتفي الحكومة أحياناً بتغيير بعض الأشخاص دون أن تحاسبهم، كما حدث مع محافظ دير الزور السابق، أو غيره من المسؤولين، والأنكى من ذلك تلاحق العاملين والمواطنين الذين تهجروا، أو الذين بقوا، بقراراتها وممارساتها والأمثلة على ذلك كثيرة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 790