إلى وزارة التربية: فلتتوقف هذه الأساليب في مدارسنا..

نروي هذه الحادثة ليست لأنها فريدة من نوعها ولا تحدث في منطقة دون سواها، وإنما لأنها ما تزال كثيرة الحدوث والتكرار في مدارس الوطن، وخاصة في الأرياف..

قام مؤخراً مدرس الفيزياء والكيمياء في مدرسة برشين للتعليم الأساسي في محافظة حماه بمعاقبة تلميذة مجتهدة ومتفوقة في صفها بإجبارها على الركوع أرضاً أمام زملائها وزميلاتها في الصف، وذلك بعد أن استشاط غضباً إثر ضحك التلميذة على تعليق لأحد التلاميذ في الصف!!
فيا للسبب الوجيه الذي جعل المدرس يفقد أعصابه الحديدية المتينة، ويا للعقوبة كم هي رحيمة وإنسانية وتدل على الصحة النفسية للمدرس الذي لا بد أنه قد تربى وتعلم في مناخ نفسي واجتماعي لطيف وصحي!!
وبديهي ما ألم  بالتلميذة بعد ذلك من ضيق وألم أثرا على معنوياتها وثقتها بنفسها وتفوقها في دراستها.
إن مثل هذه الأساليب تسيء إلى التلاميذ أولاً وإلى العملية التربوية والتدريسية برمتها بالدرجة الثانية، وهي التي تعاني أصلاً من مشاكل كثيرة لا مجال لذكرها الآن،  وتعرقل الوصول إلى النتائج المتوخاة.
 المضحك في هذه الأيام انتشار إعلانات طرقية باسم اليونيسيف تتحدث عن أهمية اللطف  البالغ في رعاية الأطفال و التلاميذ، وتدعو إلى نبذ الأساليب التي تعتمد العنف النفسي والجسدي في التعامل معهم..
نضع ما حدث برسم إدارة المدرسة ومديرية التربية راجين عدم تكرار مثل هذه التصرفات المؤسفة التي من المفترض أن نكون قد تجاوزناها منذ زمن طويل، ليس فقط في المدارس، وإنما في الحياة العامة بكليتها.. 

معلومات إضافية

العدد رقم:
282