شهداء البوكمال.. دعوى وحقوق منسيّة !!

وصل إلى دير الزور يوم الجمعة 19/12/2008 وفد من اتحاد المحامين العرب، ممثَّلا بمجموعة من المحامين اللبنانيين والأردنيين والسوريين، استُقبِلوا في فرع نقابة المحامين بدير الزور.

هؤلاء المحامون تطوّعوا للدفاع والمرافعة أمام المحاكم الدولية نيابة عن أُسر شهداء العدوان الأمريكي على قرية السكرية في منطقة البوكمال، وقاموا بزيارة مكان العدوان، واطّلعوا على آثار الطلقات النارية والدماء، وأخذوا بعض الأدلة والعيّنات والصور، وأكدوا أن المكان عبارة عن بناء مدني قيد الإنشاء، كما التقوا بأسر الشهداء والمصابين وأهاليهم، واستمعوا إلى أقوال شهود العيان.
ثم قاموا بأخذ وكالات قانونية من أسر الشهداء لإقامة دعوى قضائية (مدنية) بالتعاون مع مكتب للمحاماة في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، يضمّ مجموعة من المحامين الأمريكيين والانكليز، وتهدف الدعوى المدنية للمطالبة بتعويضات مالية لأسر الشهداء وأطفالهم اليتامى .

إن هذه الدعوى هي حقّ مشروع لكل أبناء الوطن أولاً، وهي خطوة تستحقّ التقدير، لكننا نتساءل:
ـ لماذا لم تبادر حكومتنا، الحكومة السورية، برفع مثل هذه الدعوى!؟
ـ ولماذا لم تقم الحكومة أيضاً برفع وتحريك دعوى (جزائية) بحقّ مجرم الحرب، الرئيس الأمريكي بوش، ومحاسبته على جريمته أمام المحاكم الدّولية؟! ومنها محكمة العدل الدّولية في (لاهاي). وهذا ينطبق أيضاً على العدوان الإسرائيلي الصهيوني على منطقة (الكبر) قرب دير الزور!
لا شكّ أنّ الولايات المتحدة وبمباركة من حلفائها الصهاينة والخونة المتآمرين معها، تهيمن إلى حد كبير على المؤسسات الدولية، وتستغلها لمصالحها، وضدّ كل من يقف ويعارض محاولاتها للسيطرة ونهب مقدّرات وثروات الشعوب والأوطان، كما فعلت مع العراق وأفغانستان، وادعاءها امتلاك أسلحة التدمير الشامل أو رعاية الإرهاب، وتشريعها لاحتلالهما في مجلس الأمن، وكما فعلت مع ليبيا ويوغسلافيا، وكما تفعل حالياً مع السودان ورئيسه عمر البشير.
لا شكّ أن الخيار الأوحد لمواجهتها هو تفعيل المقاومة، ولكن من حقّ الشّعب على الحكومة أن تقوم برفع الدّعوى، وهذا أضعف الإيمان!! وإنّ إهمال ذلك هو تقصير وتهاون بحقوق الشعب والوطن، يجب مساءلتها عنه بدءاً من مجلس الشعب!!

معلومات إضافية

العدد رقم:
385