دردشة في تكسي جزراوي

سألت سائق سيارة الأجرة بعد أن انتبهت لملامحه المتجهمة: نحن المهنيين خاصة، وعموم أبناء محافظة الحسكة عامة مهمومون نتيجة الآثار التسونامية للمرسوم /49/، فلماذا أنت تحمل كل هذا الهم؟

أجاب: أنا أيضاً مشكلتي تسونامي «سيتي باص»، حيث أن شرطة المرور تخالف كل سيارة أجرة يزيد عدد ركابها عن اثنين، ويقولون لنا: «إنكم تحملون ركاب سيتي باص وهذا لا يجوز!!».. علماً بأن تلك الشركة تتوقف سياراتها وقتما تريد، في الموقف الذي تريد, فلماذا يمنعوننا نحن أصحاب التكاسي من حمل الركاب..
وأضاف قائلاً: إن عدد سيارات الأجرة يقارب 2500 (تكسي)، ويعيلون أكثر من 4 آلاف أسرة، ويدفع أصحابها ملايين الليرات كضرائب ورسوم للدولة، بينما باصات «السيتي باص» تعود ملكيتها لعائلتين وشركاء من المسؤولين في الظل والضوء، ولا تدفع من الرسوم ما يستحق ذكره لمدة عشر سنوات، وعند قدومها الميمون أخرجت وعلى عينك يا تاجر، أكثر من مئة «فوكس» سرفيس من سوق العمل كانت تعيل نحو 400 عائلة، وتدفع الملايين من الليرات ضرائب ورسوم للدولة..
على ما يبدو أن «سيتي باص» والمتواطئين معها يريدون إخراج الجميع من سوق العمل ليربحوا وحدهم، وتخسر الدولة ويخسر المواطن..

بطاقة تعريف :
السائق يحمل شهادة معهد متوسط تجاري مسجل في الشؤون الاجتماعية منذ فترة طويلة.. باع بيته وهو كل ما كان يملكه في الوطن، واشترى بثمنه سيارة تكسي ليستطيع تأمين قوت يومه، وتسونامي «المرور» والسيتي باص يقفون له اليوم بالمرصاد ... هذا هو الوجه الآخر لمأساة لا ندري متى وكيف ستنتهي؟

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
385