برسم محافظ طرطوس.. خط سير جديد لا يخدم أحداً

تم بتاريخ 1452009 إخطار سائقي السرافيس العامة على خط طرطوس – الشيخ سعد – دوير الشيخ سعد – بيت جحي، بتعديل خط سيرهم، حيث كان يشمل مدخل المدينة الشرقي – حي الرابية – كراج القد موس – حديقة الباسل – موقف نقابة المعلمين – دوار أمية – خروجاً من حي الرابية إلى القرى المذكورة، ليصبح خط السير الجديد خط دخول المدينة نفسه حتى موقف نقابة المعلمين، ثم الانعطاف شمالاً باتجاه الكراج القديم – الكراج الجديد – مشفى الباسل – اوتوستراد طرطوس اللاذقية، ثم الخروج إلى الشيخ سعد وبقية القرى. علماً بأن المسافة بين نهاية مدينة طرطوس شرقا (حي الرابية)، وبداية الشيخ سعد لا يتجاوز (500م)، وهي مسافة الاوتوستراد والجسر، وأن طول خط الشيخ سعد هو 5كم، وهذا يمثل طول القرية من بدايتها وحتى آخر نقطة في قرية اسقبولة. 

عدد سكان القرى التي يخدمها خط الشيخ سعد يفوق 60000 مواطن، وبحكم طبيعة هذه القرى وانتشار مؤسسات الدولة في نهاية المدينة شرقاً، وانتشار مؤسسات أخرى في بداية الشيخ سعد كسوق الهال – ومخفر الشيخ سعد – والمقبرة الجديدة – والتبعية العقارية لأحياء من المدينة للشيخ سعد، وانتشار الوحدات الإدارية والوحدات الإرشادية ووجود حركة الطلاب من المعاهد والجامعات والثانويات من أطراف المدينة إلى الشيخ سعد وبالعكس، وانتشار المشاريع الاقتصادية والزراعية وحركة العقارات والبناء، أصبحت حركة المواطنين نتيجة أعمالهم بين طرفي المدينة والشيخ سعد أكثر من حركة المواطنين من القرية إلى الكراج أو بالعكس. أي حاجة المواطنين ماسة وأساسية أن يكون هناك خط سرفيس يربط الجزء الشرقي من المدينة بهذه القرى.
والمشكلة أن خط السير الجديد زاد مسافة الطريق عن المسافة السابقة نحو 10 كم، وقطع الصلة بين أهم قسم في المدينة وبين هذه القرى، حيث أن الكثير من المواطنين ينتقلون مسافة تتدرج من الـ 500 م  إلى 5 كم، وبسرعة زمنية لا تتجاوز 10 دقائق. الآن سيضطر القسم الأعظم لأخذ سرفيسين ويقطع المسافة الجديدة زيادة 10 كم على المسافة الأصلية، وهذا يترك أثراً سيئاً وضغطاً في الأجرة المضاعفة والزمن الطويل.
من ناحية أخرى يضطر السائق بعد أن يملأ سيارته بالركاب أن يذهب بهم إلى شمال المدينة ويخرج إلى الأوستراد ثم يتجه بهم جنوباً حتى يصل إلى بداية الشيخ سعد، ولا راكب له مصلحة أن يسلك هذا الطريق. وبالتالي الأجرة التي كانت مقدرة من 7 إلى 10 ل.س كانت للمسافة 6 كم من مركز المدينة حتى نهاية الخط. الآن أصبح الخط لا يقل عن 14 كم وبالأجرة نفسها، مما خلق توتراً لدى السائقين وانعكس سلباً على علاقتهم مع المواطنين..
لقد خلق القرار مشكلة للمواطنين تتفاقم يوماً بعد يوم، كانوا بغنى عنها، ومن آثاره السلبية نتيجة المسافة القريبة بين المدينة وهذه القرى، معظم أصحاب المصالح الخاصة والعاملين خارج قطاع الدولة الذين يقضون فترة استراحة الظهيرة في بيوتهم، أي يضطرون إلى ركوب السرفيس ذهاباً وإياباً 4 مرات يومياً.. الآن أصبحوا حبيسي محلاتهم ومصالحهم، وخاصة الفتيات العاملات في العيادات الطبية والمحلات الخاصة وورش الخياطة،  لأن لا الفترة الزمنية تكفي للذهاب والإياب، ولا الراتب يسمح بالتنقل بأكثر من سرفيس.
إن هذه القرى تمثل أعلى كثافة سكانية في محافظة طرطوس، ونتيجة تداخلها عقارياً مع المدينة أصبحت لها خصوصية ضاحية من المدينة أكثر مما ينطبق عليها وصف قرى، وبالتالي لا ينطبق عليها خط السير من القرية إلى الكراج. فإما أن تبقى السرافيس دوارة كما كانت حول حديقة الباسل دون توقف، وإما تُخصّص أماكن لها مثل الساحة بين المالية والصحة، أو خلف مؤسسة الكهرباء، أو على جانب مبنى الحرفيين مع المحافظة على خط الخروج من المدينة السابق نفسه.. وأن توضع ضوابط في أماكن التوقف للحفاظ على السلامة العامة، وألا يقف السرفيس أكثر من 10 دقائق لأن الركاب على الخط أكثر مما هم في الموقف، وأن تعطى صلاحية المراقبة لموظف يتولى هذه المهمة، وأن تكون المخالفة لمن يخالف، وليست فشة خلق تطال كل السائقين والمواطنين.
السيد المحافظ، هذا القرار ترك أثراً سلبياً كبيراً في نفوس المواطنين، ويتكرر هذا الموقف سنوياً، ثم ينقل إلى مكان آخر وخاصة على أبواب الامتحانات..
في لقاءاتك الجماهيرية المواطنون استبشروا خيراً بحرصك على مصلحة المواطن وأمام الضغط المعيشي الذي يتفاقم ويترك أثره السلبي يوماً بعد يوم على المواطنين، الأحرى بالجهات المسؤولة أن تفكر بتخفيف الأعباء لا بزيادتها، ولا أبالغ إذا قلت إن قرارات كهذه تشعر المواطن بالاستفزاز والاستعداء.
والسؤال، إذا كان كل المواطنين متضررين من هذا القرار، وكذلك كل السائقين، وإذا كانت كل الوحدات الإدارية والجمعيات الأهلية والهيئات الحزبية والفلاحية، وحتى المخاتير ضد هذا القرار، فلمصلحة من تم اتخاذه؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
405