حديث التاريخ للأجيال المقبلة !!!!

1. لاشك إن العصر الحاضر بما فيه من وسائل إعلام وإعلان وتصوير وتسجيل وتوثيق وأرشفة… الخ يرصد كل مايجري هنا وهناك وهنالك من كل أطراف الكرة الأرضية، ويوثقه بالكتابة الورقية والضوئية وعلى الأشرطة وبالصوت وبالصورة مع التحليل والتعليق… الخ

2. ولاشك أن التاريخ سينقل كل هذه المعلومات المؤرشفة بكل مافيها من مآس وأحزان وقهر واضطهاد واستغلال وظلم وفقر وجور واعتداءات.. الخ للأجيال القادمة في كل أطراف الدنيا كما نقل إلينا صور المخازي الإجرامية السابقة عن إبادة الهنود الحمر، وعن المتاجرة بالعبيد، والقصف بالقنابل الذرية، وعن مسببي الحروب المجنونة من الطغاة والمجرمين والاستعماريين والطغاة والمستغلين ، وإبادة الملايين من الأبرياء ظلما وعدوانا وبكل الأسلحة الممنوعة كما حدث في الجزائر وفيتنام وجنوب إفريقيا ويحدث في فلسطين والعراق.. الخ، وإن كل مطلع يحكم وسيحكم من خلال ضميره الحي والواعي على المتسببين في كل تلك المآسي. 

3. ولاشك أن الأجيال القادمة سوف تكون أو من المفروض أن تكون أكثر معرفة واطلاعا وعلما ووعيا وبالتالي أخلاقا، سوف تحمِّل المسؤولية على كل ذوي القرار الذين حدثت المآسي في عهدهم ولم يحركوا ساكنا في الوقت الذي كان بإمكانهم أن يفعلوا …

4. وباعتبار إن الساكت عن الحق هو بمثابة شيطان أخرس، لذلك فليتوقع ذوو القرار المعاصرون الساكتون عن الحق وعدم دفاعهم عنه لابأيديهم ولا بألسنتهم ولا بقلوبهم.. الخ، إنهم بمثابة شياطين خرس، إن لم تحاسبهم السماء فسوف تحاكمهم الأجيال اللاحقة. 

5. فهلا ياأصحاب الفيتو، ورؤساء المنظمات الدولية، وذوي القرار في عالم اليوم، الصامتين عن كل مايجري من ظلامات في عالم اليوم، ترضون بماذا سيقال عنكم لأحفادكم وأحفاد الإنسانية جمعاء ؟؟؟؟؟ 

جامعة حلب 25/9/2004

■ أ.د.اسماعيل شعبان 

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

معلومات إضافية

العدد رقم:
232