محكمة دوما تعج بالمتسولين

لم يعد أحد يتفاجأ بالانتشار الواسع للمتسولين في شوارع المدينة، وأصبح حضورهم المزري وهم يملؤون أركانها وزواياها ومفترقات طرقاتها أمراً شبه طبيعي، اعتاده الناس ولم يعودوا يتحدثون عنه كثيراً أو يستغربونه، فعظمهم باتوا يدركون أن تعاظم ظاهرة التسول هي نتيجة طبيعية للتحولات الاقتصادية التي تجري في سورية باتجاه اللبرلة والانفتاح،

وهي شقيقة ظواهر أخرى نتجت عن هذا الفخ العصري للدول والمجتمعات والاقتصادات لا تقل اتساعاً وانتشاراً كالبطالة، والجريمة، والدعارة... وغيرها من الأوبئة الاجتماعية الخطيرة..

 والجديد في هذه الظاهرة الطاغية، أنها أصبحت مثل شقيقتيها: الجريمة والدعارة، منظمة وممنهجة، وأول ما نتج عن هذا التنظيم اختراق المتسولين لبعض المؤسسات الحكومية، بما فيها قصور العدل، وكأن ما تذخر به هذه المؤسسات من فساد ورشوة وتحايل على القانون وسرقة للمواطنين بصور وأشكال مختلفة، لم تعد ترضي مناصري العولمة الحكوميين!!
فمن يضطر لزيارة محكمة دوما لتسيير معاملة ما، أو لأي سبب آخر، سيفاجئه الأعداد الكبيرة للمتسولين المنظمين الذين يتوزعون في أرجاء المبنى، فيستلبسون المواطنين الذين يقضون مصالحهم (بصعوبة بالغة)، ولا يخلون سبيلهم إلا بعد أن يسلبوا منهم قسطاً مما في جيوبهم..
فأين رجال الأمن والعدل من كل ذلك، والمتسولون يسطون على الناس أمام أعينهم، وفي كنفهم؟ وهل كان هؤلاء ليتجرؤوا على دخول مبنى كهذا دون أن يضيء لهم أحد المعنيين الضوء الأخضر؟
أحد المواطنين أكّد لقاسيون أنه رأى بأم عينه واحداً من المتسولين يقتسم ما اقتنصه بالاستعطاف والدعاء و(الغلاظة) من جيوب الناس مع أحد العاملين في بوفيه المحكمة جهاراً نهاراً.. والله أعلم مع من سيقوم عامل البوفيه باقتسام حصته.. وهكذا دواليك..
هذه القضية نضعها برسم كل أصحاب العلاقة، سواء في الداخلية، أو في العدل، وهي بالدرجة الأولى برسم المعنيين في محكمة دوما..

معلومات إضافية

العدد رقم:
411