أهالي مخيم «حندرات» ــ حلب: لا أهلاً ولا سهلاً بالسفيرة الأمريكية

الجماهير الفلسطينية في مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين في حلب تخرج استنكارا لزيارة السفيرة الأمريكية في سورية لمخيمهم في إطار مشروع إعادة تأهيل مخيم النيرب في حلب والذي بدأت به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) في سبتمبر 2002 لإشادة وحدات سكنية جديدة في مخيم عين التل (حندرات) تستفيد منها 300 عائلة فلسطينية في مخيم النيرب وينتقلون للعيش فيها بدلاً من مساكنهم غير الصحية التي تعود للحرب العالمية الثانية والتي هي ثكنات للجيش متداعية صممت أصلاً للاستعمال المؤقت جاءت زيارة السفيرة الأمريكية لمخيم حندرات الذي يقع في أطراف مدينة حلب.

كان الأحد 28 من آذار يوم تدشين المشروع عاديا لولا ما وصل للناس من أن السفيرة الأمريكية ستكون من بين الحاضرين لتدشين هذا المشروع منذ الصباح الباكر كانت حركة الشباب والصبايا غير عادية أفاق الناس على شعارات كتبت على الجدران «لا أهلاً ولا سهلاً بالسفيرة الأمريكية» «أمريكا عدوة الشعوب» والكثير من الشعارات التي تعبر عن رفض سكان المخيم لزيارة السفيرة الأمريكية تجمع الشباب والصبايا والأطفال وانطلقوا بمسيرة تندد بأمريكا ومساندتها المطلقة للكيان الصهيوني واستمرار احتلالها للعراق ولعربدتها المستمرة في العالم وللضغوط التي تمارسها من أجل إخضاع سورية هاتفين للمقاومة وللانتفاضة خياراً لعز الأمة في مواجهة التحديات التي تواجهها ما أن وصلت السفيرة الأمريكية إلى المخيم حتى دب الحماس بالشباب والصبايا التي ارتفعت أصواتهم عالية (تسقط تسقط أمريكا-الفلوجة يا عنوان يا مقبرة الأمريكان-أمريكا راس الحية) وارتفعت الأعلام الفلسطينية وأحرق الشبان العلم الأمريكي وسط زغاريد النساء وأغانيهم، وبعد ذلك انهال الشباب بالحجارة على سيارة السفيرة الأمريكية. 

إن ما حدث في مخيم حندرات وما حدث قبله في دمشق وفي الكثير من عواصم العالم العربي والعالم أجمع  وما سيحدث بعده في الكثير من دول العالم إنما هو تعبير عن حالة الكره التي تواجهها السياسة الأمريكية ليس في وطننا العربي فقط بل في العالم أجمع تلك السياسة التي تهدف أولاً إخضاع  الشعوب والتمهيد لسلبها فمن إهدار حقوق الفلسطينيين والوقوف السافر إلى جانب الكيان الصهيوني إلى احتلال العراق، إلى مشروعها الجديد «الشرق الأوسط الكبير» الذي هو بالحقيقة (الاستعمار الديمقراطي) لم يكن الشعار الذي رددته الحناجر (يا أمريكا برا برا رح تبقى ثورتنا حرة) إلا تعبيرا عن حقيقة الموقف الشعبي العربي من أمريكا التي لا يمكن أن تكون في ظل عدوانها وانحيازها المستمر إلا عدواً للشعوب العربية ولكل شعوب الأرض. 

■ سامر الصالح

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.