أبناء دمشق يؤكدون: أيتها السفيرة الأمريكية.. نحن لكِ بالمرصاد

بعد أن انفضت آخر تظاهرة خارج أسوار المتحف الوطني في دمشق احتجاجاً على الفعاليات «الثقافية» التي تجريها السفارة الأمريكية في البلاد، وبعدما قيل من أن الفعالية التي تجري برعايتها قد تأجلت وربما أُلغيت، قال البعض إن المتظاهرين «أكلوا مقلب» فلم يجدوا أحداً ليحتجوا على فعالياته ولم يجدوا فعالية من الأساس، وإن «الأمريكان» نجحوا في تفادي التظاهرة من خلال تسريب معلومات متضاربة حول زمان ومكان الفعالية المذكورة، فتارة قيل إنها ستجري في المعهد العالي للفنون المسرحية، ثم قيل إنها ستجري داخل المتحف الوطني، وتارة عند الساعة السادسة وأخرى عند الساعة الثامنة!!؟؟

غير أن تأمل هذا الوضع بتأن بعد ربطه مع سلسلة الاحتجاجات الشعبية في الشارع السوري التي باتت ترافق كل فعالية أمريكية معلنة منذ حفلة «الروك آند رول» في حديقة تشرين 2003 برعاية القسم الثقافي في السفارة الأمريكية، إلى فعالية روافد نسائية سيئة الصيت 2004 أمام خان أسعد باشا برعاية السفيرة الأمريكية الحالية، مروراً بحفل الاستقبال الذي أقامه السفير الأمريكي السابق في أحد مطاعم باب توما 2003، ناهيك عما سبق كل ذلك من طرد للسفير الأمريكي من مطعم أوكسجين في دمشق القديمة ومن قبله إنزال العلم الأمريكي من على سطح مبنى السفارة الأمريكية ذاتها مرتين في عامي 1999-2000، يفضي إلى نتائج مغايرة تماماً، يمكن تلخيصها بما يلي:

●  السفارة الأمريكية في دمشق التي عززت من إجراءات ووسائل حماية مبناها أصبحت عاجزة عن إقامة أي نشاط علني لها أو باسمها خارج أسوارها تحسباً من إذلال آخر تتعرض له بفعل المتظاهرين، وما نَشرُ مواعيد وأمكنة متضاربة لنشاطها المذكور إلا دليل على ذلك.

● المتظاهرون في المقابل، وسواء تمكنت السفارة الأمريكية من تمرير نشاطها في مكان آخر وتحت مسمى آخر أم لا، هم من كسبوا، لأنه توافرت أمامهم في كل الأحوال فرصة للتعبير مرة أخرى عن رفضهم للسياسات الأمريكية وتأكيدهم عبر تظاهرات في الشارع أُحرقت فيها الأعلام الأمريكية والإسرائيلية على أهمية الوحدة الوطنية في وجه مختلف أشكال التصعيد والتهديد الأمريكيين، وعلى أهمية دعم الانتفاضة الفلسطينية والمقاومة العراقية، دون أن ينسوا الجولان بانتمائه لأرضه الأم سورية. 

● بالمحصلة، المتظاهرون المسلحون بأرضية سخط واستياء من سياسات الصلف الأمريكي تنتشر على امتداد سورية وقواها الوطنية الحقّة قادرون على إعلان نواياهم وهم لا يتوانون عن تنفيذها، في حين أن ممثلي البيت الأبيض في دمشق المتحسبين من ردة فعل الشارع السوري على نشاطاتهم الاستفزازية باتوا مضطرين للعودة إلى أوكارهم، مثلما ورد في كتاب الدعوة للاحتجاج التي وجهتها لجنة التنسيق الشعبية لدعم الانتفاضة الفلسطينية - دمشق تحت عنوان: لا للتغلغل الأمريكي.

ويبدو فعلياً أن النصر كان حليف المتظاهرين في «معركة» إقامة أنشطة معلنة للسفارة الأمريكية التي لم تنفعها مناوراتها. من هنا، وعلى الرغم من القلة النسبية في عدد المشاركين فيها وحولها، ترتدي هذه الفعاليات الاحتجاجية أهميتها استناداً لفكرة المواجهة بعد الملاحقة والتضييق، وهو ما يعني ضرورة توسيع رقعة انتشار هذه الاستراتيجية واستقطابها الجماهيري بمشاركة كل الأحزاب السياسية الحقيقية ومنظماتها في مختلف أرجاء البلاد استعداداً للمعارك الأكبر والأهم دفاعاً عن السيادة والاستقلال الوطنيين.

■عُبادة بوظو

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.