عاصفة ثلجية تزهق أرواحاً والوزارة باقية

في فرنسا وإثر موجة الحر الشديدة التي استمرت لما يزيد على شهر في الصيف الماضي، والتي أودت بأرواح الكثير من الفرنسيين، ثارت ثائرة الشارع وبدأت أخبار الاستقالات تتطاير من مكان إلى مكان، وتحولت موجة الحر الفرنسية إلى موجة اضطرابات امتدت من الشارع إلى أعلى الهرم الوزاري الفرنسي.

وفي سورية، حصدت العاصفة الثلجية أرواح بعض المواطنين، كما حصدت بعض الجرحى، بالإضافة إلى الكثير من الأضرار المادية التي تمثلت في الأشجار واللوحات الإعلانية، بشكل رئيس وبعض الأبنية والأسقف المستعارة، واللواقط الفضائية.. 

أمام هذه العاصفة التي لم تستمر وقتاً طويلاً - رأفة بنا - وقفت الكثير من قطاعات المجتمع السوري أمام امتحان صعب، فالقطاع الخاص بإعلاناته التي تطايرت في الطرقات موقعة عشرات الجرحى والقتلى في الطرقات أثبتت أنها لا تحترم أبسط مقاييس السلامة للمواطنين ولا تعبأ بأمنهم، أما القطاع الكهربائي فلم يكن بحاجة لأن يثبت أي شيء فقد أثبت ومنذ زمن طويل قدرة هائلة على عدم تحمل أصغر وأبسط المعضلات التي تواجهه، فطفت إلى السطح كافة المشاكل التي يعاني منها هذا القطاع فظهرت  السرقات في العديد من مناطق المدن حيث نسب الإسمنت اللازمة لتثبيت الأبراج لم تؤمن الحماية لهذه الأبراج، كما أن الأسلاك الكهربائية الألمنيومية لا تتوافق مع دفاتر شروط التي تسمح لها بتحمل الثقل الكهربائي الذي ينتج عن الاستخدام الكثيف للطاقة الكهربائية، فعلت أصوات انفجار الخزانات الكهربائية قي كل حارة ومنطقة وحي،  ولم تسلم القطاعات الصحية التي تعاني الكثير من المشاكل خاصة في الأمور المرتبطة بالإسعاف السريع، والقدرة على التواصل مع المواطن الذي بحاجة لها.. وقطاعات البناء والطرق بشقيها الخاص والعام، والتوزع السكاني.. فجأة ظهرت الحكومة ضعيفة تماماً أمام عاصفة تعتبر مزاحاً إن قارناها بالعواصف التي تحدث في أوربا أو أمريكا.. 

 

وبالرغم من كل هذه العاصفة فقد عدّت على الوزارة بالطبع بسلام..