عاملات الألفية الثالثة !!!!! في عودة إلى عصر العبودية

مازالت نسبة النساء العاملات لدينا منخفضة ولا تتجاوز ثلث عدد الرجال العاملين فضلاً عن أن النساء يقمن في الغالب بالأعمال القليلة الأجر ويعود هذا غالباً إلى نظرة المجتمع لعمل النساء بأنه عمل من الدرجة الثانية أي انه لا يعتمد عليه في إعالة الأسرة رغم أن هذه النظرة تتغير حالياً، حيث يميل عدد كبير من الشبان إلى الارتباط بالمرأة العاملة لإدراكهم أنه لا يمكن إعالة الأسرة بدخل شخص واحد وبخاصة في مثل هذه الظروف الاقتصادية، وليس ذلك بسبب وعيهم لحقوق النساء في العمل كما يتخيل البعض.

إذ مازالت النظرة إلى عمل المرأة دونية ويمكن تلمس ذلك من خلال تدني أجر المرأة عن أجر الرجل بالإضافة إلىالمعاملة السيئة التي تصل إلى حد التحرش وعد م تأمين مستلزمات عمل المرأة من حضانات للأطفال وإجازات أمومة وغيره ويتم التعامل مع المرأة كأنها مخلوق قادم من كوكب آخر وأن هذه الأمور خارجة عن الطبيعة وليست من الطبيعة البشرية. إننا نعتقد أنه حان الوقت للنظر إلى الجميع ككائنات بشرية لها احتياجاتها المتنوعة وليس الموحدة.

الرجال والنساء متساوون أمام القانون

الدستور الدائم للجمهورية العربية السورية لم يميز بين الجنسين وقرر أن المواطنين رجالاً ونساء متساوون أمام القانون في الحقوق والواجبات وأكد في المادة /45/ منه أن الدولة تكفل للمرأة جميع الفرص التي تتيح لها المساهمة الفعالة والكاملة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وتعمل الدولة على إزالة القيود التي تعوق تطورها ومشاركتها في بناء المجتمع فأين نحن من هذا؟.

نحن نفكر طويلاً قبل أن نخسر فرصة العمل

لينا تعمل في معمل شوكولا: عدد العاملات أكثر من العمال بسبب أن أجور الفتيات تقل عن أجور الشباب. فالشاب عندما لا يعجبه الراتب يترك بينما نحن نفكر كثيراً قبل أن نخسر فرصة العمل وبالرغم من أن 4000 ل.س لا تكفي لســــد الرمــــق وصاحب المعمل يتهرب من تسجيلنا في التأمينات ورغم وجود أكثر من مئة عامل وعاملة في المعمل ليس لدينا نقابة أو طبابة وغيره ونحن مثلنا مثل غيرنا في القطاع الخاص محرومون من حقوقنا ويمكنه طرد أي منا لأتفه سبب، نحن محرومات من حق إجازة الأمومة التي هي حق من حقوقنا وكثير من العاملات فرض عليهن ترك العمل بسبب إجازات الأمومة حيث تفاجأن عند عودتهن إلى العمل بأنهن موقوفات عن العمل.

نعمل دون عقد مكتوب

رولا تعمل في معمل جوارب: راتب الفتاة في بداية العمل 2500 ل س ويمكن أن يصل بعد ذلك إلى3500 حسب طبيعة الآلة التي تعمل عليها. فعاملات الشكة لهن الراتب الأكبر وكلنا نعمل دون عقد مكتوب مسبقاً وهكذا يستطيع صاحب المعمل فصلنا متى يشاء وعلى حد قوله أن من يطلبن العمل أكثر من الهم على القلب معظمنا عازبات وعدد منا طالبات في المعاهد والجامعة، والسؤال الأول الذي يتم توجيهه لنا عند طلب العمل: هل أنت متزوجة وإن كان الجواب بنعم فالسؤال الثاني: هل تنوين الإنجاب قريباً فإن كان الجواب بنعم فما من فرصة للعمل لأنهم غير مستعدين لتحمل إجازة أمومة وتوابع الأمومة فلا حضانة ولا غيره.

تصل إلى حد التحرش

يمنى تعمل في منشأة سياحية: نحن في القطاع المشترك السياحي معرضون للعديد من المشاكل فبالإضافة إلى حرماننا من الحقوق النقابية هناك ضغوط عديدة من رب العمل ورؤساء الأقسام تصل إلى حد التحرش.

ليس لدينا يوم عطلة أسبوعي

جيانا تعمل في معمل صناعات غذائية: معظم العاملات لدينا إما عازبات أو يعلن أنفسهن وأطفالهن بسبب الطلاق أو الترمل وتــصل نســــبة المتــزوجــات إلى25% مــن العاملات، نحن حوالي ستمائة عاملة ومائة عامل وليس هناك فرق حقيقي بين عمل النساء والرجال بل نقوم ببعض الأعمال التي تتطلب جهداً ولا يقوم بها الشباب. و رواتب الشباب أكبر من رواتبنا رغم أنهم يؤدون العمل نفسه.

رواتب الفتيات تختلف حسب الأعمار فالعاملات بعمر 12-14 عاماً يتقاضين 90 ل.س في الساعــة أي بمعدل 2700 شهرياً والعاملات من عمر 15-16 عاماً يتقاضين 130 ل.س فــي الساعـــة والعــاملات بعــمــر العشرين وما فوق يتقاضين 160 ل.س في الساعة. كما أن الأشهر الثلاثة الأولى في العمل تكون أقل من هذا المعدل ونعمل كذلك يوم الجمعة أي ليس لدينا يوم عطلة أسبوعي، نعمل منذ الساعة السابعة والنصف صباحاً حتى الثالثة والنصف بعد الظهر شتاءً وحتى الرابعة والنصف صيفاً لدينا استراحة نصف ساعة للطعام الذي هو طبعاً على حسابنا وليس هناك كافتريا أو مكان للطعام ولا يسمح لنا حتى بعمل شاي، ليس لدينا لا تأمين ولا نقابة ولا تعويضات ولا طبابة ولا غيره، لا توجد إجازات لأن العمل دوماً وللجميع على نظام الساعات فالإجازة على حسابنا دوماً. وفي نهاية الخدمة أي عندما يصرفون أحداً 

تكون المكافأة من200 إلى500 ل.س عن فناء عمرنا هذا.

يسبب العقم للفتيات

فاطمة تعمل في معمل بلاستيك: 

أعمل في المعمل لمدة 12 ساعة متواصلة من السابعة صباحاً وحتى السابعة مساءً العمل لدينا صعب رغم أن الراتب أحسن من غيره إذ يـــصل إلى6000 ل.س ولكن الـــراوائـــح المنبعثة من البلاستيك سامة جداً وأنا الآن أبحث عن عمل آخر ولو براتب أقل لأن أوضاع العاملين الصحية تتدهور كثيراً وسمعت أن هذا يسبب العقم للفتيات، رغم أنني أعلم أنهم لن يعطوني تعويضاً عن السنة التي عملتها هنا.

وسطاء الرشوة

سعاد: تخرجت من كلية التجارة منذ أكثر من خمس سنوات وبحثت عن فرصة عمل دون جدوى، وبعد طرق العديد من الأبواب طلب مني أحد وسطاء الرشوة مبلغ خمس وعشرين ألف ليرة ليؤمن لي فرصة عمل وبما أنني لا أملك مثل هذا المبلغ وجدت نفسي في معمل الشوكولا هذا براتب 3000 ل س مثلي مثل الآلاف من الشابات الجامعيات اللواتي يعملن في القطاع الخاص براتب لا يكفي أجرة الطريق وثمن السندويشة دون أي حقوق.

يأخذون المعلوم ويمشون

منى تعمل في عيادة طبيب مشهور:

أعمل لدى هذا الطبيب منذ أكثر من خمس سنوات وفي هذه العيادة الكبيرة لدي أعمال متعددة فأنا سكرتيرة وممرضة وأقوم بأعمال التنظيف والخدمة واستقبال المرضى ومرافقة الدكتور في سهرات العمل التجارية، نحن خمس فتيات في هذه العيادة رواتبنا لا تتجاوز الخمسة آلاف ل.س مقابل عشر ساعات عمل يومية، مع العلم أن عملية شفط دهون واحدة تغطي رواتبنا جميعاً، لسنا مسجلات في التأمينات علماً أن الدكتور لديه ثلاث عيادات في دمشق وعند حضور ممثل التأمينات يحرص الدكتور على جعلنا نمثل بأننا زبائن أي مرضى، وموظفو التأمينات غالباً ما يأخذون المعلوم ويمشون.

 هدى تعمل في مركز موسيقي:

تنقلت في العديد من الوظائف في القطاع الخاص، سكرتيرة ومديرة أعمال وغيره ولكن كل هذه الأعمال بساعات عمل طويلة غير متناسبة مع الرواتب الضئيلة، جميع من عملت لديهم استغلاليون ويحسبونها بالفرنك وآخرهم هذا الشخص الذي أعمل لديه الآن فبالرغم من علاقته بالفن والموسيقا إلا أنه بخيل ويرفض تسجيلي في التأمينات ورواتب الرجال لديه أفضل من رواتبنا.

شهادة حقوق على ماكينة

غريد تعمل في معمل للألبسة الجاهزة: أحمل شهادة الحقوق منذ عشر سنوات ولكن لم أجد فرصة للعمل رغم أنه لم تعتب على ولا مسابقة وأعمل في المعمل منذ  تخرجي على ماكينة درزة وأعاني الأمرين من الدوام الطويل وآلام الظهر بسبب الماكينة، وخاصة أن لدي طفلين صغيرين أحدهما رضيع والآخر في المدرسة يعود وحده إلىالمنزل ويبقى أكثر من أربع ساعات حتى أعود.أتمنى أن أحصل على فرصة أفضل تتناسب مع شهادتي.

فالنساء يعملن في أغلب الأحيان على مقربة من المواد الكيماوية السامة. وتشير الأبحاث التمهيدية، إلىأن فيزيولوجيا جسم المرأة مواتية أكثر لامتصاص المواد الكيماوية وحملها في جسمها. وتميل النساء ذوات الدخول المتدنية ونساء الأقليات للعمل أو العيش قرب السموم البيئية. فعلى سبيل المثال، تعمل الكثير من النساء ذوات الدخول المتدنية عاملات تزيين أو في تنظيف البيوت أو في المصانع، وكلها وظائف تتطلب التعامل مع المواد الكيماوية.

والجدير بالذكر أنه يتم دوماً التطبيل والتزمير بالحقوق التي حصلت عليها المرأة في سبيل نسيان ما لم تحصل عليه، إن التمييز الكبير الذي تعاني منه النساء في مجال العمل وبخاصة في القطاع الخاص  بحاجة إلىتحرك سريع من قبل النقابات، وتحرك جدي لا يغلفه الادعاءات بعظمة ما حققته المرأة في سورية حتى الآن.

■ ابراهيم نمر وعروب المصري

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.