مياه جوفيه.. لإرواء الجوف

في الوقت الذي ازداد فيه مخزون المياه الجوفي بشكل كبير هذا العام بسبب ارتفاع منسوب الهطول المطري اعتقدنا أننا لن نعاني من مشكلة في المياه هذا العام ولكن العجز المتراكم لم يعفنا من بدء تدهور الوضع ككل عام وإن تأخر نسبياً.

ويبدو أن الوضع بحاجة إلى البحث في طرق للحل، تبدو منها المياه الجوفية والسطحية التي يمكن استخدامها بعد القيام بإجراءات تبدو سهلة وعقلانية لأنها بيد المزارعين والمخططين الزراعيين عموماً، منها الاعتماد على السدود والمسطحات المائية الموجودة في حوض بردى والأعوج وذلك بعد منع التعديات عليها من قبيل رمي مخلفات الصرف الصحي ومخلفات مياه الري الملوثة بالمبيدات والأسمدة، وذلك بطرق عديدة منها ترشيد استهلاك الأسمدة والمبيدات واستعمال طرق الري الاقتصادية كالري بالتنقيط مثلاً، إذ تبلغ مساحة الأراضي المروية في حوض بردى والأعوج حوالي 75 ألف هكتار تستهلك بحدود /1125/ مليون م3 بالسنة، ويتم تأمين هذه الكميات فقط في السنوات التي يزيد فيها الهاطل المطري عن قيمة المتوسط السنوي. وتستخدم في أغراض الري عادة المياه السطحية والجوفية والمختلطة، إلا أن السنوات الشحيحة بأمطارها دفعت الأهالي إلى الاتجاه نحو زيادة عدد الآبار الغير المرخصة وتعميقها تدريجياً لسد احتياجاتهم لمياه الري من المياه الجوفية، فإذا علمنا أن الآبار المحفورة في الحوض بشكل عشوائي وغير المرخصة تروي ما يقارب الـ /60 ألف/ هكتار من المساحات المروية، وبالطبع فإن دل هذا على شيء فإنما يدل على حجم المياه المستجرة من المياه الجوفية بدون رقابة أو تنظيم في الاستهلاك.

وقد أظهرت الدراسات أن نسبة 42% من المياه المستخدمة في الري تعود ثانية لتغذي المياه الجوفية، إلا أنه يجب التوضيح أن هذه النسبة المتسربة ثانية تؤدي بالتأكيد إلى تدهور كبير بنوعية المياه الجوفية إضافة إلى تسرب نسبة من المياه العادمة (المنزلية والصناعية) المستعملة للري والمحملة بالعديد من الملوثات وبتراكيز مختلفة في غوطة دمشق وحوض بردى والأعوج عموماً حيث بينت الدراسات أن بحيرة زرزر الواقعة خلف السد غير صالحة للشرب أو الاستعمالات البشرية نتيجة تلوث مياهها بشوارد الآزوت والفوسفور ويعود ذلك لاستخدام الأسمدة الكيميائية والمبيدات من قبل المزارعين والتي يدخل في تركيبها الآزوت والفوسفور وتنتقل للبحيرة مع السيول المتشكلة في فترة هطول الأمطار.

 

وعليه فإن تعميم أساليب الري الحديثة على كامل المساحة المروية واختيار المحاصيل المناسبة للمقننات المائية سيؤدي إلى تحقيق وفر مائي بنسب مهمة، تصل إلى حوالي 280 مليون م3/سنة إذا اعتبرنا أن الري بالتنقيط يخفض استهلاك مياه الري بنسبة 30%، والري بالرش يخفض الاستهلاك بنسبة 20%.