أوراق خريفية «تقرير ...»

سيدي!

لوحظ في الآونة الأخيرة أن اللافتات التي يتم تعليقها على الطرقات وفي ساحات المدينة، للإعلان عن مهرجان أو احتفال أو افتتاح دورة أو مطعم أو دعاية انتخابية وما شابه ذلك.. فإن اللافتات سرعان ما يتم اختفاؤها في اليوم التالي..!!؟ وبناء على توجيهاتكم الزاجرة والحاسمة، قمنا بحراسة هذه البيارق  الوطنية، والتي تدل على مدى النهوض الحيوي والعارم الذي يشهده بلدنا الشامخ. وبعد أن تم نصب عدة كمائن متفرقة في المدينة؛ فقد تم إلقاء القبض على عدد من الفاعلين. ولدى التحقيق معهم ميدانياً ومرافقتهم إلى بيوتهم ومداهمتها ومصادرة المسروقات منها تبين لنا ما يلي:

1. إن جميع السارقين لايمتون بصلة إلى الطبقة التي يسميها البعض المخملية والتي كانت مثار اتهام بعض المغرضين الحاقدين.

2. جميع أماكن سكن السارقين تبعد عن أحياء أولياء نعمتنا لا أقل من كيلومتر.. وأيضاً هذا الاكتشاف يعد ضربة قاضية للذين تفاصحوا وقاموا بكيل الاتهام على أبو جنب.. شي صار وشي ماصار.

3. من خلال تفقد ستائر نوافذ السارقين، تبين أنها مركبة من قماش اللافتات! وكذلك أوجه الملاحف والطراحات.. وإمعاناً منا في معرفة مصير اللافتات المسروقة وكيفية استخدامها، فقد نزعنا الألبسة الخارجية عن السارقين وأولادهم... وكانت المفاجأة! الألبسة الداخلية مفصلة من قماش اللافتات أيضاً.. ولعل أكثر ما أثار حفيظتنا سيدي! هو وضوح بعض الكلمات على هذه الألبسة، رغم الغسولات التي مرت عليها... مما يؤكد وجود الدهان الوطني الذي كتبت به.. وهذه الكلمات بعضها فاضح تماماً ومخجل يا سيدي!

فمثلاً كلمة (مطعم) وجدت على كلسون أحد الأطفال، وعلى كلسون شقيقه وجدنا كلمة (الطرب) على قفاه، ومن الأمام كلمة (الأصي)! وهلم جرا سيدي من الكلمات التي يندى لها الجبين بعد ترجمتها على أرض الواقع!!؟

المقترحات:

1. استبدال اللافتات القماشية بلوحات معدنية، مع العلم أن ابن عمي يعمل حداداً افرنجياً، ويمكنكم الاعتماد عليه، فهو شاطر جداً ويراعيكم بالسعر.

2. وإذا أردتم التوفير سيدي! يمكنكم استخدام جدران باصات النقل الداخلي، والتي سمعنا بزيادة أعدادها قريباً فهي بطيئة كما تعلمون. ويمكن  للمواطن قراءة الإعلان المكتوب عليها بيسر وسهولة.

3. في المناسبات الوطنية والهامة، يمكنكم الاعتماد على الخطابات والكلمات التي يلقيها كبار المسؤولين، حيث يمكن أن تتخلل هذه الخطابات الإعلانات المطلوبة.. ولما كان مواطننا شغوفاً بالإصغاء إلى ما يتفوه به أي مسؤول. فسوف تصل هذه الإعلانات بالوقت الذي نريده. ويتحقق الهدف المنشود. سيدي!

هذا بعض مالدينا من اقتراحات، وسوف نوافيكم بكل ما يتفتق ذهننا عنه من أفكار جديدة لقطع دابر السارقين والمارقين. آمين. 

 

■  اللاذقية ـ ضيا اسكندر