سمير إسحق سمير إسحق

صورة (مـقلـُس) في القرن الحادي والعشرين

تتوّج بلدة (مقلُس) أعلى قمة جبل الحلو على ارتفاع يتجاوز (1000)م، ويبلغ عدد سكانها (3500) نسمة، وتتبع ناحية (الحواش - وادي النضارة) التابعة بدورها لمحافظة حمص، كما تتبع من ناحية تسيير أعمال الرخص لبلدية (الكيمة)، التي لا تساهم في تقديم أية خدمات لهذه البلدة التي تعاني من الإهمال في العديد من المجالات. فهل يُكافأ أهالي (مقلس) بهذه الطريقة من الإهمال، وهم الذين حوّلوا السلاسل الجبلية الجرداء من حولهم إلى جنان من الأشجار المثمرة، وخاصّة بزراعة التفاح الذي لا يعلى عليه في المناطق المجاورة لها؟. هل يمكن أن نتصوّر بأن هناك بلدة في القرن الواحد والعشرين مزدانة بالجمال والخضرة، ولا تملك مكبّاً واحداً للقمامة؟

يقول الأهالي: نحن نضطر إلى رمي قمامتنا في الحراج والغابات، بين أشجار الصنوبر والسرو والكستناء مع أنها أملاك دولة، كوننا لا نملك خياراً آخر، وما من أحد يساعدنا على حل لهذه المعضلة! هذا بالإضافة إلى عدم وجود بلدية أو مجلس صغير يسيّر الشؤون العامة للناس، كما لا يوجد مستوصف أو مركز صحّي لخدمة أهالي البلدة، ورغم عدم توفر المدارس الإعدادية أو الثانوية (إذ يضطر الطلاب لمتابعة تحصيلهم في مدارس القرى المجاورة) إلا أن الكادر المتعلّم متوافر، ونسبة المتعلّمين عالية.
هل يعقل كل هذا الإهمال؟ كأنما هذه البلدة (مقلس)، تعيش في القرون الوسطى، بلا قطاعات حيوية كالصحّة والخدمات والتعليم والنظافة، ولعل ما يميّزها عن هذه القرون هو وجود الكهرباء فقط!
إننا نضع معاناة هذه البلدة برسم جميع الجهات المعنية من البلديات المجاورة ومحافظة حمص، أملاً في توفير المرافق والخدمات اللازمة، التي أضحت من ضروريات الحياة وليس كمالياتها، فنحن في القرن الواحد والعشرين!!