هموم إدلبية!

هل يُفترض بنا أن نتعايش مع واقع مهما كانت مساوئه ومهما كانت الخسارات مادية كانت أم معنوية؟؟ وهل يتوجب علينا أن نتحمل ونصبر ونصمت على الخدمة التي تفرضها مستلزمات التنفيذ للحصول عليها؟؟

الحفريات هنا في شوارع مدينة إدلب حالة دائمة لم نتمكن من مواجهتها حتى الآن. ففي أكثر الشوارع والحارات والأزقة الشعبية ما إن يحل فصل الشتاء حتى تكثر أعمال الحفر والردم والطم والتعبيد والتزفيت. فتارة بسبب أعمال الكهرباء وأخرى للهاتف وثالثة للصرف الصحي ورابعة للمياه وهكذا...!! ومن الملفت للانتباه أن هذه الجهة قد قامت منذ اشهر بأعمال الحفر في المسار ذاته، ونتساءل فتكون الإجابة إما لزيادة عدد المستفيدين أو لتحسين مستوى الأداء أو لتوسيع الشبكة أو لإجراء إصلاحات طارئة أو لصيانة دورية، وكل الجهات المعنية تفعل ما تفعل حاملة لواء المصلحة العامة وإيصال الخدمات إلى مستحقيها. نعم لابد من توسيع الشبكات لتنسجم مع ازدياد عدد السكان وارتقاء الواقع المعاشي وتقدم التقنيات المختلفة التي طرأت على حياة السكان في أكثر دول العالم. ولكن، هل يفترض ألا تتحقق لنا ـ النعمة ـ إلا بأسباب النقمة من حفريات ونفقات وخسارات لا نهاية لها؟؟ ألا يمكن تشكيل لجنة تنسيق على مستوى المحافظة أو المدينة بين دوائر الخدمات بخصوص الحفريات ووضع برامج حفر مشتركة وموازية بحيث يتم حفر حفرة واحدة لعدة جهات وفي وقت واحد وفي مسار واحد كما نشاهد أعمال الصيانة في  الدول المتقدمة والمتحضرة؟؟

التجربة أثبتت عقم التنسيق عندنا، فالجهة التي ترفض طلباً بالحفر لابد أن تتهم بالبيروقراطية وأنها ضد مصالح المواطنين وإيصال الخدمات لهم. فهل يفترض أن نتعايش مع هذا الواقع سنين أخرى دون حل؟؟

المسألة بكل بساطة تحتاج فقط إلى بحث ودراسة جادة وقرار جريء بالتحول عن الحفر والردم والطم العشوائي فلا سبيل للخلاص من هذا الواقع إلا بمثل هذا القرار الذي سيثلج قلوب الناس ويزيل شيئاً من همومهم.

 

■ إدلب ـ د. عبد اللطيف العش