احتفال حاشد في القامشلي في ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي السوري

ضمن احتفالات لجنة محافظة الحسكة لوحدة الشيوعيين السوريين، أقيم في  حي الكورنيش بمدينة القامشلي احتفال شعبي، حضره المئات من الشيوعيين وأصدقائهم، وممثلو القوى السياسية السورية من عربية وكردية وآثورية.


قدم للحفل الرفيق محمود عثمان قائلاً: حملوا راياتهم وانطلقوا، يبشرون بعالم آخر، عالم بلا استغلال وظلم، عالم بلا حروب، عالم لا يستقوي فيه أحد على أحد، لم يخشوا في قول الحقيقة لومة لائم، غايتهم إنسانية الإنسان بغض النظر عن دينه وجنسه وقوميته، هدفهم تكامل الصفحات النيرة في ثقافات جميع الشعوب.. إنهم الشيوعيون، حملة المبادىء الماركسية اللينينية والأممية البروليتارية.. نعم، انطلق الشيوعيون السوريون كامتداد لحركة عالمية قبل خمسة وثمانين عاماً في مثل هذا اليوم بالتحديد، يحاولون تطبيق الماركسية على الظرف السوري الملموس.. انخرطوا في النضال الوطني حتى سمي الحزب بحزب الجلاء، دافعوا عن مصالح الفقراء حتى سمي الحزب بحزب الخبز، نظموا العمال والفلاحين في تنظيمات جماهيرية حتى سمي حزب العمال والفلاحين..

بعدها ألقى الرفيق عبد الرحمن أسعد كلمة الشيوعيين القدامى..
ثم ألقت الرفيق أحلام إسماعيل كلمة النساء الشيوعيات قائلة:

إننا ندرك تمام الإدراك أنه لاتسود العدالة إلا في ظل نظام اشتراكي، ينتفي فيه استغلال الإنسان للإنسان وشعب لشعب وأمة لأمة، ولا يتحقق هذا إلا بسيادة الملكية العامة لوسائل الإنتاج، والقضاء على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج باعتبارها خلفية كل البلايا، وكل الدم البشري المهدور عبر التاريخ. وفي ظل هذه الأنظمة الاستغلالية يعاني نصف الجنس البشري (النساء) من اضطهاد مزدوج، فمن جهة اضطهاد الطبقات المستغلة، ومن جهة وطأة العبودية البيتية حيث يرهقها العمل الأكثر وطأة وثقلا عمل المطبخ.. إن المرأة السورية لن تنسى بأن الحزب الشيوعي هو أول قوة سياسية ناضل من أجل حقوق المرأة السورية، وشكل رابطة النساء السوريات لتكون حاضنة المرأة السورية في نضالها الوطني والاجتماعي..

ثم قدم الصديق الشاعر محمد المطرود نصاً أدبياً، واستهل كلامه قائلاً: غير هواي الشيوعي ما يجمعني بالشيوعيين هو العلم الوطني السوري..

كلمة لجنة محافظة الحسكة ألقاها الرفيق عصام حوج قال فيها:

.. أول ما نقوله في رحاب هذه المناسبة هو إننا نوجه التحية إلى كل من وضع لبنة في بناء الحزب،... وذلك من حق الرجال على الرجال لأن ما هو بديهي اليوم من مفاهيم ومواقف وقيم لم تصبح كذلك بمحض المصادفة، ولم تكن منحة من أحد، بل استلزم الكثير من التعب والملاحقة والاعتقال والتعذيب وصولاً إلى التذويب بالأسيد، فمن ذا الذي تجرأ على طلب توزيع الأرض في زمن سطوة الإقطاع وجبروته؟ ومن الذي أسس النقابات ودعا إلى حرية الرأي والتعبير في عز قوة الديكتاتوريات؟ ومن الذي حارب الظلامية والجهل والتخلف والعادات البالية عندما كانت مهيمنة؟ أليس الحزب الشيوعي هو أول حزب ناضل من أجل كل ذلك، ورسخ هذه المفاهيم وجعلها جزءا من ثقافة قطاعات واسعة من الشعب السوري رغم نعيق غربان المستغلين ونفاق المنافقين وتجار السياسة؟! اتهموا الشيوعيين بالجنون.. اتهموهم بالكفر والإلحاد، سلطوا عليهم المباحث والمخابرات، اتهموهم بالعمالة.. كم طاغية أعلن نهاية الحزب الشيوعي.. ولكن الجميع خسر الرهان، وأصبح الحزب قوة سياسية لا يمكن لأي قارىء منصف لتاريخ سورية الحديث أن يتجاهله. نعم من حق الرفاق على الرفاق، ومن حق الرجال على الرجال أن نوجه التحية إلى فؤاد الشمالي ويوسف يزبك وناصر حدة وأرتين مادويان، ونقول لكل رفاق الزمن الصعب إنه الآن في البلاد وعلى خطاكم عشرات الآلاف من الشيوعيين، وإن فرقتهم الأنانيات والمكاسب والمصالح لبعض القيادات، لا بل يحمل الكثير من أفكاركم مئات الآلاف من الوطنيين الشرفاء في مدن وقرى الوطن، وإن كان

هناك من يمارس التزوير وينكر نضالاتكم..

وبعد أن تحدث عن التراجع الذي رافق الحركة منذ عقود قال: إن الماركسية اللينينة وبما تمتلكه من أدوات معرفية، وخبرة عملياتية هي أكثر المدارس الفكرية قدرة على تفسير ما يجري في العالم وتغييره. ومن هنا فإن وجود حزب شيوعي قوي وفاعل على الساحة الوطنية السورية ضرورة وطنية وطبقية وتعبير عن حاجات الشعب السوري، وأهدافه الوطنية والاقتصادية الاجتماعية والديمقراطية، وهذا ما دأبت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين على العمل من أجله خلال السنوات الماضية. إن الاحتفال بالنسبة لنا يعني من جملة ما يعني، العمل على استعادة الدور الوظيفي للحزب، ومن هنا كانت دعواتنا ومبادراتنا لوحدة الشيوعيين السوريين وبناء حزب قادر على لعب  الدور اللائق به في المرحلة الراهنة دون أن يكون ملحقاً بأحد، يستمد قوته من جماهير الشعب الكادح. حزب يستطيع مواكبة التطورات الجديدة في ظل الأزمة التي تعصف بالمراكز الرأسمالية والتي تبشر بتطورات تاريخية انعطافية على المستوى العالمي وبروز أنظمة جديدة، فالرأسمالية منذ استفرادها بالهيمنة على العالم لم تحل أية مشكلة، واستنفدت دورها، والعالم سيشهد في الأفق المنظور بنية جديدة، والحل حكماً بأنظمة اشتراكية جديدة تستفيد من تجربة الماضي وما اكتنفها من أخطاء.

ثم تطرق إلى ما يتعرض له المواطن السوري في ظل السياسات الليبرالية وقال:
إننا نشد على يد النقابات العمالية، واتحاد الفلاحين وكل الشرفاء في جهاز الدولة وخارجه في نضالهم من أجل الحفاظ على المكاسب الاجتماعية: ونقول: لقد آن الأوان لأن يعلو الصوت أكثر فأكثر، وبأساليب أكثر فاعلية ضد الخصخصة وقوى السوق الكبرى ومراكز الفساد التي أكلت الأخضر واليابس وتتصرف بالثروات وكأنهم ورثوها عن آبائهم..
ودعا إلى الكف عن كل مظاهر التمييز على أساس القومية والجنس والدين، وضرورة إصدار قانون عصري للأحزاب وقانون مطبوعات، وحل مشكلة الإحصاء الاستثنائي، ولاسيما أنها حظيت باجماع وطني بدءاً من السيد ر ئيس الجمهورية ومرورا بالقوى والشخصيات الوطنية وانتهاء بالجماهير الشعبية، ومنح الحقوق الثقافية والمدنية لأبناء الأقليات القومية.. ودعا إلى وحدة نضال حركات التحرر في الشرق العظيم العربية والكردية والتركية والإيرانية على أساس وحدة المصالح  والإقرار بحقوق الجميع ضد مشاريع الفوضى الخلاقة التي تحاول ضرب الكل بالكل للتحكم بالكل.

ثم كرمت لجنة المحافظة عدداً من الرفاق القدامى وهم:
الرفاق: يوسف عيسى، إبراهيم اسحق، كريغو أبو الياس، والرفيق دحام..
وتم قراءة برقية المنظمة الديمقراطية الاثورية.
ليبدأ بعدها الحفل الفني الذي قدمه الرفيق أبو مكسيم  - فرقة السنابل، حيث تم إنشاد العديد من الأغاني التي تفاعل معها الجمهور.
هذا وأقيمت ندوات سياسية في كل من رأس العين والحسكة وعامودا.. والأنشطة ما زالت مستمرة في مختلف لجان المدن على شرف الذكرى..

آخر تعديل على الأحد, 06 تشرين2/نوفمبر 2016 17:09