حاصر حصارك

منذ عشرين عاماً ونيف، وحي الـ86 بالمزة واقع تحت الحصار الذي لم برفع عنه سوى أشهر قليلة، ليعود في الأيام الأولى من هذا الشهر (شباط) بشكل أشد وأعتى.

ففي اليوم الثاني بدأ الاشتباك بين قوى حفظ النظام ومجموعة من السكان، مما أدى إلى خسائر مادية مختلفة، منها حرق سيارة نجدة وسقوط عدد من الجرحى بين الطرفين.

هذا أول منجز من منجزات المحافظ الجديد حيث أمر بالحصار على هذا الحي بعد استلامه منصبه الجديد بأسبوع واحد، ويعرف القاصي والداني أن هذا الحصار تاريخياً هو جزء من الفساد القائم في البلاد، فما يميز الحي عن حزام المخالفات الجماعية بدمشق هو أن سكانه يشترون مواد البناء بثلاثة أضعاف قيمتها الحقيقية، طبعاً فرق السعر هنا يذهب لجيوب المسؤولين عن الحصار وليس لخزينة الدولة، ولذلك فإن الحواجز الموجودة بمداخل الحي يسميها الأهالي بـ «حواجز الفساد»، أما  بعرف السادة المحافظين المتعاقبين على دمشق فيسمى إصطلاحاً «تطبيقاً للقانون في ظل نهج الإصلاح» ولكي نثبت لهم أن ما يجري في الحي هو الفساد بعينه، فقد تم إشادة مئات بل آلاف المحاضر خلال العقدين الماضيين بوجود هذه الحواجز ودون أي ضابط عمراني.

وأبناء هذا الحي من حقهم أن يستفسروا لماذا يستمر الحصار عليهم دون (26) منطقة مخالفات جماعية في حزام دمشق؟.

لذلك نقول إذا كانت مجالس المحافظة عاجزة منذ عقود عن وضع مخطط تنظيمي واضح، فليس من حقها محاسبة المواطن بهذه الطريقة. ألا يكفي المواطن «المعتر» في الأحياء الفقيرة هذه مشاكله الاقتصادية والاجتماعية حتى يأتي من يزيد همه هماً. إن لسان حال الجميع يقول: «حاصر حصارك لا مفر...».

 

■ مراسل قاسيون