بولمان..؟؟
يزداد يوماً بعد يوم تردي أوضاع شركات النقل الخاصة (البولمان) من جميع النواحي، فمعظم الأسطول العامل في مجال النقل بين المحافظات قد بلي واهتلك، وأصبحت النسبة العظمى من الحافلات قديمة ومهترئة، ولا تتميز بشيء عن الباصات المصنفة كدرجة ثانية تحت اسم (حافلات محدثة).
هذا الكلام يطال معظم الحافلات على اختلاف الشركات التابعة لها، مع استثناءات بسيطة تكاد لا تذكر، فبمجرد أن يصعد المسافر إلى متن الحافلة (الحديثة) ذات الأجر المرتفع يكتشف أنها لا تختلف كثيراً عن سواها من واسطات النقل الرخيصة، فلا المقاعد سليمة أو مريحة، ولا المكيف موجود، ولا سلة المهملات في مكانها.. ولا وعود الضيافة المنوه عنها في البطاقة متوفرة.. أرقام المقاعد باهتة وغير واضحة، وربما لا أثر لها.. الستائر وسخة وبالية أو غير موجودة أصلاً.. الفوضى سيدة المكان.. هذا يريد القيام بمناقلة لأنه اكتشف أن الشركة اختارت له مكاناً في أول الحافلة ووضعت زوجته في آخرها.. وآخر يريد الهروب إلى مقعد لا تطاله أشعة الشمس الحارقة لأن الستائر شفافة.. وثالث وجد أن شخصاً آخر يحمل بطاقة برقم المقعد ذاته ويجلس في مكانه، ورابع وخامس إلخ..
من جهة أخرى، وربما هذا هو الأهم، فجميع هذه الشركات دون استثناء لا تلتزم بحدود السرعة أو بتدابير السلامة ولا بمواعيد الانطلاق والوصول والاستراحات، كما أنها تتوقف عدة مرات على الطريق إما لإنزال راكب أو لتفقد المحرك أو لأسباب أخرى لا يعرفها أحد؟!
وسوى هذا وذاك، فإن أماكن الاستراحات المتعاقدة مع شركات النقل أسعارها مرتفعة جداً وخدماتها سيئة من جميع النواحي، ولا يتوفر فيها الحد الأدنى من النظافة أو حسن المعاملة أو جودة السلعة، وأي حركة أو سكنة فيها بثمن...
كل ذلك والرقابة غائبة وغير مبالية.. الحوادث تتكرر، والناس يسقطون بين قتلى وجرحى.. والفوضى تتفاقم وتصبح قانوناً يحكم كل شيء، وما من أحد يهتم أو يقوم بخطوات ملموسة لتحسين واقع النقل.. لاوزارة النقل ولا الداخلية ولا مجالس المحافظات ولا حتى نقابات العمال. فإلى متى يستمر هذا التردي في واحد من أهم القطاعات الخدمية، خاصة وأنه ذو أهمية اقتصادية وسياحية كبيرة؟؟