مؤسسة الطيران العربية السورية.. والهوب هوب!!
رغم كل قيل وما يقال عن تخلف مؤسسة الطيران العربية السورية، إلا أن الكثير من السوريين وغير السوريين ما يزالون يفضلونها عن سواها لأسباب متعددة، منها، أو لنقل أهمها، أنها ما تزال بالنسبة لهم، وهذا حق، الأكثر أمناً والأقل تكلفة، وعدا ذلك فحدث ولا حرج، فلا احترام للمواعيد، ولا ضمانات للركاب، ولا خدمات معقولة أو مقبولة، ولا تقاليد أو أعراف يجري تبنيها أو تطويرها... وإليكم هذا المثال:
في يوم الجمعة 10/2/2006، تفاجأ عدد ممن ينوون المغادرة إلى الكويت على متن الطائرة التابعة لمؤسسة الطيران العربية السورية في الرحلة رقم (341)، بعدم توفر أو بقاء مقاعد لهم على الرغم من أن حجزهم نظامي ومثبت ومدفوع القيمة منذ عدة أيام، وبعضهم من أسبوعين!!!
هؤلاء المنحوسون فوجئوا بأحدهم يبتسم لهم ابتسامة صفراء ويقول: (بنعتزر منكم.. ما بقي محلات)!!
هكذا إذن، ما بقي محلات؟؟.. أهو باص «هوب هوب» أم صالة سينما أم سرفيس على خط الحجر الأسود؟؟ طبعاً المسؤول المحترم الذي زف لهم تلك البشارة وقته ثمين لا يضيعه في التفكير بهذه الأسئلة السخيفة!
الخطير في الأمر أن بعض هؤلاء المسافرين الذين تم قسرياً تعطيل وتأخير سفرهم، ملتزمون بعقود عمل صارمة وكل تأخير قد يجر عليهم نتائج قد تكون بغاية القسوة من الناحيتين المادية والمعنوية، فمنهم المعلمة والعامل والموظف، وفي الكويت لهذه المسائل - أي احترام مواعيد العمل – أهمية أخلاقية واقتصادية، وليس كما هو الحال عندنا، ولكن مؤسسة الطيران ربما لا يعنيها كل ذلك، وتريد تعميم سيئات بلدنا على العالم..
المسؤولون في مؤسسة الطيران أكدوا أن حجز مقاعد زيادة على سعة وطاقة الطائرة أمر شائع عالمياً، ولكنهم تناسوا أن ذلك يتم (عالمياً) ضمن ضوابط محددة، حيث يأخذ الحاجزون المصنفون ضمن لائحة الاحتياط مقاعد الأصلاء المعتذرين أو المتخلفين في ربع الساعة الأخير، ولا يجري، كما جرى في مؤسستنا الوطنية، جزافاً على مبدأ الخيار والفقوس، حيث يخرج من حجز وثبت حجزه وحضر مبكراً إلى المطار من المولد بلا حمّص...
طبعاً هناك أسئلة كثيرة وكبيرة حول أداء مؤسسة الطيران العربية السورية، ولكن أن تصل بها الأمور إلى هذا الحد فالمسألة أصبحت بحاجة لفتح الملفات!؟