النقل... بين الحقيقة والوهم والخصخصة
جاء في تصريح لوزير النقل أن وزارته خصص لها 18.5 مليار ليرة سورية في الموازنة الاستثمارية، وان هذه المبالغ ستخصص لتطوير واقع النقل البري والبحري والجوي وان «القفزات» سوف تحدث في هذا المجال، وتحدث عن توجهات لإنشاء شركات طيران خاصة بالنقل السياحي ، وبدء التجهيز لإطلاق مشروع التكسي الجوي كما وأسهب في الحديث عن واقع النقل «المتطور» في بلدنا مقارنة بالدول العربية وبعض بلدان العالم ..
ولم يأت في حديث الوزير أي شيء يتعلق بمستقبل مؤسسات النقل العامة وأساليب تطويرها وتوسيعها ومشاكل النقل الداخلي وتواضع السكك الحديدية وضعف النقل البحري وسوء الطرقات خاصة السريعة منها (الاوتوسترادات)،كما لم يتعرض لمشاكل العاملين في هذا القطاع وأوضاعهم المزرية وخطط تحسين واقعهم، ولم يشر إلى اهتلاك الأساطيل البحرية والجوية، وابتعد عن الحديث عن مستقبل قطاع النقل العام ...
فهل هذه الوعود التي يتعلق معظمها بالقطاع الخاص هي استمرار لسياسة الخصخصة المنتهجة، وهل يكفي بنظره أن نتحدث عن التكسي الجوي وشركات الطيران الخاصة لنقنع أنفسنا أن النقل في بلدنا بألف خير؟
بينما، وهذا قد لايحس به سوى الفقراء، ما تزال قرى عديدة في سورية شبه معزولة عن العالم وما يزال هم أبنائها أن يجدوا «طرطيرة» توصلهم من والى بيوتهم وأعمالهم .