الكهرباء في البوكمال أمست وباء

من البديهي أن الطاقة الكهربائية أضحت حاجة ماسة داخلة في كل مفاصل الحياة، وفي جميع القطاعات من الاستهلاك المنزلي إلى التجاري والصناعي، وأخيراً التنموي بشكل عام، لكن أن تصبح هذه الطاقة الخلاقة داء يكوى بها المواطن، فهذا الداء أصبح شبه مستعص على المعالجة أو يكاد،

ففي جميع دول العالم تكون الحسابات دقيقة أثناء دراسة حاجة هذا البلد أو ذاك لهذه الطاقة، فتأخذ بالحسبان الزيادة السكانية القادمة وعدد المنشآت بكل صنوفها التي يمكن أن تتفتح خلال عشرات السنين القادمة، وتحسب أن هذه الشبكة تستطيع أن تبقى في الخدمة مدة معينة من السنين ثم يتم استبدالها، لكن ما هو حاصل في الشبكة الكهربائية في البوكمال التي أكل الدهر عليها وشرب رغم المطالبات المتكررة بضرورة استبدالها لم تلق آذاناً صاغية علماً أن نسبة الهدر في الطاقة نتيجة قدم هذه الشبكة تتجاوز الـ 40%، هذا الهدر وهذا الفاقد يتحمله المواطن المسكين حيث أن لشركة الكهرباء مخصصاتها وهي ملتزمة بتسديد قيمة الكمية المقدرة لها فمن أين تستطيع السداد، والمواطن هو الضحية دائماً، ناهيك عن قلة عدد المؤشرين، وهذا يؤدي بالنتيجة إلى لجوء المؤشرين لعملية التقدير، فلا يمكن لأي مؤشر تغطية القطاع المسؤول عنه، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى انعدام المسؤولية عند البعض منهم، وعدم ملاحقتهم، فيلجأ هذا البعض إلى التقدير وهو جالس وراء مكتبه وفي بيته لذلك فالقوائم الكاوية التي يشكو منها المواطن هي حقيقة واقعة فلم يعد المواطن يعرف أين يتوجه، وكمثال على ذلك دائرة حكومية هي المركز الثقافي في البوكمال الذي قطعت عنه الكهرباء لمدة يومين نتيجة تأخره عن دفع ما عليه من مستحقات لشركة الكهرباء، لكن الأرقام كانت مذهلة جداً حيث الإيصال رقم (1847) تاريخ 28 كانون الأول لعام 2004 بلغت مستحقاته (31462 ل.س) عن شهري تموز وآب عام 2004، والإيصال رقم (234) تاريخ 03/03/2004 كان المبلغ (20261 ل.س) عن شهري أيلول وتشرين أول 2004، إذا كان ذلك على دائرة حكومية وعجزت هذه الدائرة عن التسديد، فماذا سيكون وضع المواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود، إنها من الكبائر، لذلك نطالب بزيادة عدد المؤشرين واستبدال الشبكة الكهربائية حيث الانقطاعات المستمرة لهي خير مؤشر على قدم هذه الشبكة والهدر الحاصل وبخاصة ونحن على أبواب الشتاء.

هذا ما نطالب به السيد المدير العام لمؤسسة الكهرباء بدير الزور والسيد المحافظ ووزير الكهرباء.

 

■ البوكمال - تحسين الجهماه