على أبواب العتمة...

ما كادت نسائم الخريف تهب على العاصمة، وخاصة على أطرافها وأحيائها العشوائية، حتى بدأت الكهرباء بالانقطاع المتكرر، تارة بسبب وتارة من دون سبب، الأمر الذي ينذر سكان هذه الأحياء، الفقراء بمعظمهم، بشتاء قاس مظلم وبارد، وهذا الذي راح يتكرر طوال السنوات الماضية من دون أن يجد من يعالجه بشكل حاسم ونهائي.

والآن، ها هو فصل الشتاء على الأبواب، فهل ينتظر سكان الأحياء الفقيرة في دمشق وضواحيها وريفها المصير ذاته؟

نحن نعلم أن شبكة الخطوط الكهربائية في سورية عموماً قد وصلت إلى درجة متأخرة من الاهتلاك والتقادم، وأن حجم الفاقد فيها كبير ومتصاعد، كما ونعلم أن الاعتداء على الشبكة كبير وخاصة في دمشق، نتيجة عدم إيجاد حلول جذرية لمعظم المشكلات المتعلقة بهذا الشأن... (عدم وجود العدادات، غياب الخطط الاستراتيجية لتخديم الأحياء المخالفة، الشبكات الهوائية...إلخ) ونعلم أيضاً أن الصيانة العامة، وخاصة قبل حلول الشتاء، معدومة، وإذا وجدت فهي شكلية و(روتينية)، لذلك وتبعاً لكل ما تقدم لا نتوقع أن يكون الشتاء الحالي أفضل حالاً «كهربائياً» مما سبقه من فصول «مظلمة»، ولكن نأمل من وزارة الكهرباء ومديرياتها المختلفة أن تبذل ما بوسعها في الأيام القليلة القادمة لتجنب إغراق الناس في الظلام... وذلك من خلال إجراء صيانات حقيقية للخطوط والمحولات والخزانات، والإسراع في إصلاح الأعطال التي تراكمت في فصل الصيف دون أن تلحظ، وتحسين واقع الشبكة في الأحياء ذات الاستهلاك المتزايد والتي تكثر فيها الانقطاعات والأعطال في فصل الشتاء، وهذا الأمر لا يتطلب سوى القليل القليل من الجدية والإحساس بالمسؤولية... فهل هناك من يسمع نداءنا في وزارة الكهرباء أم أننا نستنجد بصم؟

 

على كل الأحوال، الناس بدأت بتخزين الشموع... فالمؤمن لا يلدغ من جحره خمسين مرة!!