العام الدارسي الجديد 2005-2006 هموم ومشكلات إلى أين تسير العملية التعليمية؟ تغيرات إدارية تسبق وضع المعايير في التقييم

بعد مرور ثلاثة أسابيع من العام الدراسي الجديد (2005-2006) تمكن أهالي الطلاب بصعوبة بالغة من شراء المستلزمات المدرسية، وتأمين الحب والإبداع عند أطفالهم تجاه المدرسة، ومن هنا نعتقد بأن الابتسامة على شفاه التلاميذ والطلاب هي أمر في غاية الأهمية مما يتطلب الحيوية والنشاط لتأمين الجهود المضاعفة بين كل الجهات المعنية في العملية التربوية والتعليمية.

فكان لابد لنا من تسليط الضوء على أهم المعاناة والمشاكل التي تعترض سير العملية التربوية والمتمثلة بما يلي:

-1 فيما يتعلق بالخطة الدرسية للتعليم الأساسي (الحلقة الأولى) تبين أن هناك تبايناً واضحاً في توزيع الحصص بين الصباحي (29) حصة والمسائي (25) حصة مما ينعكس على تأخر الطلاب مساءاً وهذا يعود إلى وجود الحصة السادسة صباحاً. ولذلك سيكون هناك صعوبة في إشراك المدرسين في أكثر من مدرسة في هذه الحالة.

-2 مقرر اللغة الأجنبية للصف التاسع فالطالب الراسب مجبر على أن يأخذ حصتين بعد الدوام كتقوية نتيجة التغيير الذي حصل (والمفارقة أن الدوام ينتهي 5.20 مساءً في المدارس ذات الدوامين) ويكون الامتحان على المنهاج الجديد. أما بالنسبة للطالب الحر فله الحرية في اختيار إحدى مادتي اللغة (فرنسي، إنكليزي) والسؤال: لماذا لا يطبق على الطلاب الراسبين.

-3 المدراء تحت رحمة المكلف: حيث يقوم هؤلاء المدراء بالتجول والبحث عن المكلفين لسد الشاغر نتيجة عدم وجود المدرسين داخل الملاك، الأمر الذي يؤدي إلى تحكم المكلف بالمدير وبالتعاون والتنسيق غالباً مع الموجه الاختصاصي (حسن نية أو سوء نية) وذلك عندما يترك المدرسة تحت حجج مختلفة وفي منتصف العام الدراسي ودون علم المدير ودون تأمين البديل.

-4 تعدد المناهج يرهق المدرسين: من الواضح بأن هؤلاء المدرسين يقدمون الشكاوى للإدارة والمديرية حول إعطاء مناهج متعددة، فإذا كان المدرس ذا خبرة جيدة وأسلوب متميز في العطاء فإنه ينعكس على انتقال الطلاب إلى هذه المدرسة، ولذلك فالتخصص في المرحلة الثانوية هو أمر في غاية الأهمية لتطوير المنظومة المعرفية لدى المدرس.

-5 بالنسبة لمادة المعلوماتية هنالك برامج تأتي مع الأجهزة المباعة للمديرية عن طريق الوكيل وتبين بأن هذه البرامج مفقودة بعد وصولها للمدارس مما ينعكس سلباً على حل المشاكل التي تواجه الحاسوب.

-6 توجه أغلب المدرسين نحو الدروس الخصوصية والمعاهد بحثاً عن تأمين لقمة العيش نتيجة للوضع الاقتصادي المتدهور.

-7 سوء واقع التسوية المدرسية: حيث تأتي أهمية التسوية في الصيف لتأمين القاعات والأبنية والكادر التدريسي في العطلة الصيفية وليس مع بداية العام الدراسي مما يخلق حالة التوتر لدى الطلاب والأهل عند إرسالهم وانتقالهم من مدرسة إلى مدرسة ودون وجود مستلزمات حقيقية (المقاعد، دورات المياه دون مياه، عدم وجود مياه نقية صالحة للشرب، انقطاع التيار الكهربائي...إلخ).

ولذلك فإن تسجيل الطلاب بشكل عشوائي دون الأخذ بعين الاعتبار الوضع السكني بالإضافة إلى النجاح العشوائي في التعليم الأساسي كل ذلك ينعكس على الواقع المدرسي، ومن هنا فإن زيادة عدد الأبنية والتوسع عمودياً عبر التخطيط الهندسي السليم وحل مشكلة روتين الاستملاك لصالح الأبنية المدرسية الذي يتأخر عدة سنوات، هذه الحلول جميعاً تساعد بشكل جدي على حل واقع التسوية المدرسية.

-8 زيادة اعتمادات التعليم في المدارس عن طريق تخفيض نسب الأموال التي تأخذها المديريات من ريع التعاون والنشاط وصولاً لريع البوفيه المدرسي.

 

■ عابدين رشيد