تغيير
بالأمس كان الناس يشاهدون حملات شرطة المحافظة وهي تغير على أصحاب البسطات الضعفاء المساكين لتصادر مصدر رزقهم.ـ عينك عينك، بلا حق، ولا رحمة أو شفقة، ولا حتى بضبط بالمصادرات.. وكل ذلك كان يجري أمام عيون الناس الذين كانوا يستهجنون هذه المناظر المقززة، والغصة تملأ حلوقهم وصدورهم..
واليوم يشاهد الناس بأم العين وأبيها كيف تفترش البسطات الأرصفة، صغيرها وكبيرها، وحتى أجزاء هامة من الشوارع بمختلف مستوياتها وتسمياتها، بلا محاسبة ولا مراقبة، ولا من يسألون!!
بالأمس كان الناس ولا يزالون يطرحون ماذا يريدون، واليوم السلطة لا تطرح ماذا تريد، بل تكتفي بطرح ماذا لا تريد.
بالأمس كان المواطنون يصادفون سيارة النجدة وهي تعبر بعض الشوارع..
واليوم صاروا يرون أرتالاً من تلك السيارات وغيرها وهي تتناوب المرور بسرعة في الشوارع وحتى في الأزقة، لغايات ترتبط بالـ«تغيير» الذي طرأ مؤخراً على مزاج الناس..
بالأمس كان الناس ينادون يا سامعي الصوت..
واليوم صار الكثيرون يقولون: «لا تندهي ما في حدا»!!
بالأمس كان الناس يسألون: أين الغلط لاستدراكه وتصحيحه..
واليوم صاروا يسالون أين الصح إن وجد لصيانته وتكريسه وحفظه برموش العين..
التغيير آتٍ.. التغيير آتٍ..