فساد في الامتحانات.. «على عينك يا تاجر»!

تشهد الدورة الامتحانية الثالثة (الجارية) في جامعة دمشق، وغالباً في غيرها على امتداد الوطن، تفشي حالات الغش بين الطلاب على اختلاف اختصاصاتهم، ويبدو واضحاً للمراقبين أن هذا الغش مرتبط بشكل مباشر بمافيا الفساد الجامعية التي تتمثل بعدد من أعضاء الهيئات الإدارية بالدرجة الأولى وشبكاتهم من الموظفين وأحياناً بعض «الدكاترة»..

وسجلت «قاسيون» عبر مراسلها في جامعة دمشق حادثةً أقل ما يقال فيها إنها قمة الفساد و«على عينك يا تاجر»، حيث بات من الممكن اليوم استئجار «سماعات لا سلكية» خاصة يمكن الاستعانة بها لتزويد الطالب «المشترك بالخدمة» صوتياً بأجوبة الأسئلة التي يواجهها في ورقة الامتحان داخل القاعات، ولا يزيد ثمن الاشتراك في هذه الخدمة للامتحان الواحد عن 2000 ليرة سورية + ثمن مكالمة مدتها نحو ساعة كاملة على الموبايل (أي قرابة 360 ليرة).. ويمكن للطالب «النجيب» أن يحصّل علامةً شبه تامة أيّاً كانت شدة صعوبة المادة (وذلك يرتبط بمدى اعتماد الدكاترة على التصحيح أولاً وأخيراً بطبيعة الحال)!.

وطبعاً فإن عمليات الغش «الشفاف» هذه تتم تحت أنوف المراقبين الذين لا يظهرون أي تشدد حيال الأمر، وهو ما يشير إلى تورط بعضهم بشكل سافر!.

خلاصة القول، يبدو أن الظروف التي تمر بها البلاد قد خولت لبعض ضعاف النفوس، الكثيرين، استغلال ارتخاء قبضة التفتيش والرقابة لممارسة فسادهم علناً، ولعلّ هؤلاء يمثلون في سلوكهم هذا جزءاً من القوى التي تعمل على استعصاء الأزمة وزيادة تعقيدها لأن مصالحهم لا تتحقق بالإصلاح، وإنما تتحقق بإيصال البلاد لمزيد من الفوضى حتى وإن كان هذا على حساب الوطن ومستقبل أبنائه.