حكومة.. «حسبنا الله ونعم الوكيل»!

 أثارت تصريحات رئيس مجلس الوزراء في لقائه إعلاميي الحكومة بدار البعث يوم الاثنين 2009/8/24 ردود فعل مختلفة إعلامياً وشعبياً، بعضها غلب عليها الاستياء والسخط، وبعضها بدت متفاجئة، وأخرى مصدومة طغت عليها الخيبة.. ولكن ما يجمع بينها جميعها إدراك أصحابها المنفعلين يقيناً أن الحكومة ماضية بما دأبت على انتهاجه وممارسته منذ نحو خمس سنوات، وأنها سعيدة بما أنجزته حتى الآن وما ستنجزه في الإطار نفسه قريباً أو بعيداً، وأي اعتقاد أنها ستغير من نهجها، أو تعترف بإخفاقاتها، هو محض أوهام لا أساس واقعياً لها..

فرئيس الحكومة المتفائل المحب للرياضة والتشاركية والاستثمارات الخارجية، أكد أن لا أزمات لدينا بل مشكلات قابلة للحل، أسبابها النمو السكاني، وأننا أقل المتأثرين بالأزمة الاقتصادية العالمية، وتجنبنا الصدمة لأن (حكومته) اعتمدت التدرج في التحول الاقتصادي (إلى أين؟)، وربطت «الفلاح بأرضه ودعمت الزراعة!!».. وأطلق وعوداً كبرى في مجال حلحلة مشكلة الكهرباء مع الربع الأول من العام القادم، وجلب المزيد من الاستثمارات..

ولكن أهم ما قاله جاء حول القطاع العام والأجور والدعم وتصنيف الإعلاميين..

أما القطاع العام، فوفق توصيفه «ينقسم إلى ثلاث فئات: فئة رابحة تقدم لها الحكومة الدعم والمؤازرة من خلال منحها صلاحيات البيع بأسعار السوق والتصرف بالمخازين وذلك بعد انتهاء العمل بالتسعير الإداري، وفئة ثانية تحتاج إلى عملية تصحيح وهذا ما يتم تنفيذه من خلال وزارة الصناعة، أما الفئة الثالثة فهي فئة حسبنا اللـه ونعم الوكيل».

وأما الأجور، فحسب الزميلة «الوطن» فإن رئيس مجلس الوزراء «أكد أمام الإعلاميين عدم وجود أي زيادة على رواتب العاملين في الدولة في المدى المنظور»..

وأما الدعم فـ«لم يتخذ بشأنه قرار نهائي حتى الآن».

وأما الإعلام (المحلي) فبعضه معاد (دون تصنيف)، وبعضه انتهازي (دون تصنيف أيضاً)، وبعضه وطني، وهو الذي لا يركز على السلبيات!!

ولم يعرّج رئيس الحكومة في غمرة تفاؤله، لا على الفقر، ولا على مخيمات المهجرين من محافظاتهم وحقولهم وقراهم، ولا على البطالة المتفاقمة، ولا على تزايد الأوبئة الاجتماعية من جريمة ودعارة وسواها...، ولا على تراجع التعليم، ولا على انهيار القطاعات الإنتاجية في العام والخاص، ولا عن استفحال الفساد وتمركزه وتعاظم التهرب الضريبي... ولا.. ولا...

نحن بخير.. هذا ما يراه، أو يود أن يراه رئيس الحكومة.. فكيف سنتطور؟؟

 

حسبنا الله ونعم الوكيل..