ميرنا ياغي ميرنا ياغي

أيها الطالب كفاك تذمّراً.. النتائج دقيقة

«بقيت النتيجة على حالها».. تلك هي العبارة الوحيدة الممكن قراءتها على كل نتائج طلبات اعتراض قسم الإعلام بجامعة دمشق/ الفصل الثاني، بشقيه النظامي والمفتوح.


طلاب قسم الإعلام، وبعد انتظار عشرين يوماً تسابقوا خلالها لتقديم طلبات الاعتراض المشروطة بدفع خمسمائة ليرة لكل اعتراض، أذهلتهم النتيجة السلبية القاسية التي لم ينجُ منها طلب واحد من الطلبات الـ/366/ المقدمة، فعبارة «بقيت النتيجة على حالها».. طالت جميع الطلاب دون استثناء، الأمر الذي نزل عليهم كالصاعقة.
سحنة عجيبة غطّت وجوه الجميع.. فتراهم مصفري الأوجه، ثقيلي الخطوات، يشكو كل منهم همه للآخر بتذمر وحيرة.. وبعضهم يفقد أعصابه، فيصرخ باستياء وألم: «يعني دفعنا خمسمائة ليرة (عالفاضي) والنتيجة بقيت على حالها»؟
إن حسرة الطلاب بالتأكيد ليس سببها المبلغ الذي ذهب هباء فقط، علماً أن معظمهم من معدومي الدخل، بل بسبب هدر الوقت والجهد الذي ينتظرهم، فالمادة المعترض على نتيجتها عبثاً، ستعاد دراستها والامتحان بها.. وقسم منهم سوف يضطر لإعادة الفصل القادم كاملاًَ، وقسم سيتوجب عليه إعادة السنة بحالها..
هناك من يعتقد أن سبب الخيبة الكبيرة التي أصابت الطلاب هذه المرة هو جرعة الأمل والتفاؤل الفاخرة التي بثها في عقولهم سلوك أساتذتهم ذائعي الصيت بالنزاهة والاستقامة، لاسيما وأن غالبيتهم أخذوا حيزاً واسعاً من كل محاضرة، وراحوا يتحدثون بها بفخر عن مبادئهم الثابتة وموضوعيتهم الراسخة التي يتحلون بها في تعاملهم مع العملية الامتحانية.
عموماً، وكنتيجة حتمية لهذه الصفات الخارقة للأساتذة المتفاخرين التي لابد وأنها تعبر عن أخلاقيات مختلفة عن الفساد السائد في معظم الجامعات، يبقى في الذهن سؤال حار:
ألم يجد أصحاب الأمر هؤلاء طلباً واحداً على الأقل، يستحق ألا تبقى نتيجة صاحبه السابقة على حالها؟
إن جواب الأساتذة يبقى حاضراً وتلقائياً عند فتح الموضوع معهم: «من نجح يستحق النجاح ومن رسب لا يستحق إلا الرسوب.. الأوراق تم تصحيحها بكامل الدقة والعناية، وقد أعطي لكل ذي حق حقه، (لا فيه خيار ولا فقوس)..
لذا رجاءً أيها الطالب الدائم التذمر، لا تشك، ولا تتذمر، فالنتيجة صحيحة، وحالها كحال كل الشؤون الأخرى في البلاد: (مزبوطة مية بالمية)..!!