المتضررون من حرائق الأحراج بانتظار التعويض!

المتضررون من حرائق الأحراج بانتظار التعويض!

الحديث عن الآثار المترتبة جراء الحرائق التي أتت على الغابات والأحراج في المنطقة الوسطى والساحلية كبير وواسع، ولكن جزءاً منه يتعلق بكيفية تعويض الخسائر المترتبة عليه، وخاصة على مستوى أصحاب الأراضي الذين لحقهم بعض الأضرار منها أيضاً.

 

فالحرائق التي أتت على الأحراج في منطقة الغاب كانت قد أتت أيضاً على أراضي ومزروعات بعض المزارعين والفلاحين في المنطقة، وخاصة في منطقة مرداش وطاحونة الحلاوة، حيث أتت تلك الحرائق على أغلب الأشجار والمزروعات، بالإضافة إلى بعض الممتلكات أيضاً.

خسائر كارثية

الخسائر التي ترتبت على هؤلاء كانت بالنسبة للبعض منهم بمثابة الكارثة، بكل معنى الكلمة، خاصة هؤلاء الذين تعتبر محاصيلهم الزراعية هي المصدر الوحيد لرزقهم ومعيشتهم، ما يعني فقدانهم لموسمهم الحالي، بالإضافة إلى التأثير المباشر على المواسم القادمة، عند الحديث عن بعض الأشجار المثمرة المعمرة، والتي تحتاج إلى عدة سنين لتعويض إنتاجها.

ولعل الأمر لن يقف عند هذا الحد، فالأراضي الزراعية التي تصيبها الحرائق بحاجة إلى إعادة تأهيل، اعتباراً من ترحيل وتنظيف بقايا الحريق، مروراً بمعالجة التربة، وليس أخيراً بإعادة زراعة الأشجار فيها، ما يعني الكثير من التكلفة والإنفاق والجهد، الأمر غير المتوفر لدى هؤلاء الفلاحين باعتبارهم من فقراء الحال، والذين يعتمدون على المواسم فقط من أجل المعيشة.

المحافظ وعد!

ذلك كله كان قد تم طرحه مع محافظ حماة، حيث تقدم بعض هؤلاء الفلاحين بشرح جزء من معاناتهم والصعوبات التي ستعترضهم عند العمل من أجل إعادة إحياء أرضهم بعد أن اتت عليه الحرائق، والتكاليف التي سيتكبدوها جراء ذلك، بالإضافة إلى الجهد الكبير الذي يجب أن يبذل لهذه الغاية، وقد وعدهم المحافظ بأن يتم تدارس هذا الأمر، على أنم يتم صرف تعويض جزئي لهؤلاء، ولكن لم يتم اتخاذ الإجراءات التنفيذية بهذا الشأن حتى الآن.

السرعة بالتنفيذ مطلب حيوي

الأمر بالنسبة لهؤلاء الفلاحين أن عامل الزمن يتم ترجمته بالواقع الحياتي اليومي عبر المزيد من العوز والحاجة والإفقار، فكلما أسرعوا بمعالجة الأضرار وإعادة إصلاح الأراضي، كلما كان موعد استرداد مورد رزقهم أسرع.

الفلاحون المتضررون من هذه الحرائق يطالبون بالإسراع بصرف التعويضات الموعودة، كما يطالبون بأن تكون تلك التعويضات مجزية وكافية لإعادة الإقلاع بزراعاتهم، ويجب ألا يغيب عنا أن هذه التعويضات، يجب أن تعمم على بقية الفلاحين المتضررين جراء الحرائق التي أتت على مناطق أخرى.

إجراءات أخرى هامة

بالإضافة إلى ذلك يجب اتخاذ الإجراءات التعويضية المناسبة على مستوى الأحراج والغابات المحترقة، وذلك بالعمل على إعادة تأهيل الأراضي التي أتت عليها الحرائق، وإعادة تشجيرها مرة أخرى، وعدم تركها نهباً للبعض من المستغلين، لا على مستوى التحطيب ولا على مستوى الاستفادة من التفحم بالأشجار، ولا على مستوى وضع اليد على الأراضي الجرداء، وذلك حفاظاً على هذه الثروة الحراجية التي عمرها مئات وآلاف الأعوام، مع ما يرتبط بوجودها من أمور هامة أخرى على المستوى الاقتصادي والبيئي والمناخي والصحي.