مصانع الفساد
إذا كان التخريب المتعمد يجتاح المنشآت العامة للدولة فهو في مجال التربية والتعليم الأقوى في شدته ومفعوله، وهنا أتعرض لحالة نموذجية في قرية «الرصيف» التابعة لمحافظة حماه، مدرسة منذ سنتين بلا مدير؟ (هذه المدرسة أنشئت منذ حوالي نصف قرن؟ التسيب فيها: حدث ولاحرج، المدرسون يتنافسون بالغياب المتكرر والتلاميذ أعداد المتسربين منهم كبيرة، أما الامتحانات فقد فقدت صفتها كعملية تقويم للأداء.. الأسئلة مصحوبة مع الكتب.. ويجري تعديل درجات الطالب بعد أن يقرها المدرسون، والعطل كثيرة، فإذا ما توفي أحد ما في أي من القرى المجاورة، وكان له صديق في هذه المدرسة أو قريب فتصبح العطلة رسمية بأمر الولي على شؤونها.
ولدي من الشهود والأدلة الكثير على صدق ما أقول، والشاهد الذي لا مجال لدحض صدق شهادته، هم مدرسوها الذين نقلوا أبناءهم إلى مدارس القرى المجاورة لظنهم أن الحال هناك أفضل.
ففي هذه المدرسة مديرة تصر على أن تدخل مجموعة غينيس لأطول مدة في الإدارة فقد مضى على ولايتها أكثر من عشرين عاماً، علما أنها ليست حائزة على شهادة جامعية وأن صفتها الحالية أمين سر، لكنها مكلفة بالإدارة بشكل ودي وعصاها أطول منها أو أقصر بقليل.. فما رأيك ياسيادة الوزير؟ ألم تقل لن أسمح لمدير أن يبقى على رأس عمله وبيده عصا؟ وأن من يستعمل العصا أخفق في استعمال عقله ومهارته المهنية، فتسقط عنه صفة التربوي؟؟.