القامشلي.. حارات منسية، ومستنقع فساد يسمى «البلدية»!!
قصة الأحياء المهملة والمنسية في مدينة القامشلي نرويها كخيط أمل أصر الكثير من أهالي هذه الأحياء على أن نمده إلى من هم أعلى من المجلس البلدي، وكل من يهمه الأمر لعلمنا بجهلهم بالواقع الخدمي المتردي لمعظم أحياء المدينة ونحن (والله على ما نقول شهيد) لاننوي إحراجهم، لكننا ننطلق من أن برد الشتاء قد يمنعهم من مغادرةمكاتبهم لمعاينة الواقع، وهم الذين لم يخرجوا في الصيف بداعي الحر الشديد، اللهم إلا خروجهم لتناول وجبة عشاء في أحد المطاعم السياحية على مائدة مافيا العقارات وغيرهم من ذوي النعمة من المتعهدين؟!
قد يعاتبنا المجلس العتيد لأننا لم نسأله، وربما نتهم بعدم الموضوعية لأن التحقيق الصحفي يتطلب اخذ رأي جميع المعنيين والمجلس منهم ولكن واقع هذه الأحياء كفيل بالرد على كل تبرير لا بل وإدانة لا المجلس الحالي فقط بل كل المجالس المتعاقبة وكل المسؤولين في هذه المدينة، ومن كان لديه شك بذلك نتمنى ان يكلف نفسه بجولة ليرى ما لايستطيع أي تحقيق صحفي عكسه..
حي المحمقية :
اعلموا هداكم الله أن المحمقية من أحياء مدينة القامشلي، تقع داخل حزام المدينة ذائع الصيت، واعلموا أنه قبل أن تكون هناك مدينة اسمها القامشلي كانت المحمقية موجودة ..ونشأت عنها المدينة، ومنذ ذلك الحين ما طرأ عليها من تبدل هو تحول اسمها من قرية إلى «حارة» كل البلديات المتعاقبة لم تقدم لهذا الحي شيئاً، ولم تقم حتى بمجرد زيارة، اللهم إلا زيارة جابي البلدية الذي لم يتخلف يوما عن عمله، لجباية رسوم النظافة مع العلم أن أهالي الحي يقولون إنهم لم يروا سيارات القمامة إلا في التلفزيون ..ومن منكم يصدق أن أقدم حي في المدينة دون شبكة مجارير للصرف الصحي حتى الآن؟؟ أكوام القمامة منتشرة بين البيوت.. وبطبيعة الحال فالطرق ترابية بالكامل.. ومقبرة الحي دون سور.. وذلك كله برسم كل من يمتلك حساً وضميراً من المسؤولين..
حي جرنك: واحد من أقدم أحياء المدينة
الأهالي يئسوا من مطالبة البلدية بحقهم في الخدمات، فلجؤوا إلى العمل الشعبي، ونفذوا شبكة صرف صحي على حساب لقمة أطفالهم رغم فقرهم ... الكثير من الشوارع غير معبدة وهو ما يعني مستنقعات مياه يخوضها طلاب المدارس لاسيما وانه لا توجد مدرسة إعدادية وثانوية في الحي... يسكن الحي أكثر من ألفي عائلة..
حي علايا :
كل ما في هذا الحي يدعو إلى الاستغراب.. على مداخل الحي تستقبل الزائر أكوام القمامة، أغلب الشوارع معبدة حديثا، والغريب أن الزفت وضع على التراب مباشرة كابتكار جديد في علم الهندسة يستحق فاسدو البلدية براءة اختراع عليها بكل تأكيد... أعمدة الكهرباء آخر ما يمكن أن تشاهده في الحي، فلكي تصل الشبكة الكهربائية إلى منزل ما، يمر كابل التوتر فوق عدة دور سكنية.. والأهالي تقدموا بعشرات الطلبات وهي ما تزال مرمية حتى الآن في أدراج مديرية الكهرباء.. والسؤال: ماذا لو انقطع أحد هذه الكابلات، ماذا يمكن أن يحدث؟؟ سؤال متصل بالكثير من الأسئلة الأخرى، يئس الأهالي من وجود من يجيب عليها من أصحاب القرار.
بقي أن نشير إلى أن شبكة الصرف الصحي شبه معطلة، رغم أننا أصبحنا في منتصف الشتاء!!
حي المقاسم:
الحي حديث النشأة عمرانياً تسكنه مائة وعشرون أسرة من المتضررين الذين اكتُسحت دورهم نتيجة فتح وتوسيع بعض الشوارع في المدينة، وقد عوضتهم البلدية بهذه الأرض ونسيتهم فيها، فلا قدمت الخدمات الضرورية ولا وجدت لهم حلولاً نهائية.. وكغيره من الأحياء ..تتجمع أكوام القمامة في مداخل الحي، فيما سيارات القمامة لاتزور الحي مطلقاً.. الطرق غير معبدة.. أما المشكلة التي تحتاج إلى حل إسعافي فعلاً فهي أن تلاميذ المرحلة الابتدائية يقطعون مسافة كبيرة للوصول إلى المدرسة عبر الأراضي الزراعية ...وماهو جدير بالذكر أنه بالقرب من الحي يوجد مقلع يزوره رئيس البلدية باستمرار وبالتالي فهو على علم بواقع الحي..
وبعد، فإن هذا غيض من فيض، والعديد من الأحياء الأخرى في المدينة (الهلالية، حارة طي، زنود، قناة السويس.. وضعها ليس أفضل، ونشاط البلدية يقتصر على أحياء قليلة من المدينة والشوارع الرئيسية لا أكثر ولا أقل، وقد تركت أغلب حارات المدينة ضحية للإهمال واللا مبالاة..
إننا نعرض هذه الوقائع مع إيماننا بأنه لا حياة لمن تنادي، ومع ذلك قررنا أن نصرخ مع أهالي هذه الأحياء، ولا ندري ماذا سيأتي بعد الصراخ.. والمسؤول، أو المسعور بعبارة أدق، يجب أن يفهم من الإشارة؟
الأسطوانة المشروخة التي نسمعها كلما نأتي على ذكر البلدية هي: «لاتوجد إمكانيات»، والسؤال الذي يجب أن يفتح الباب على مصراعيه لفتح ملف الفساد في بلدية القامشلي هو :هذه البلدية التي تشكو من قلة الإمكانات، لماذا يغتني أغلب من يعمل بها وفي مختلف الأقسام والدوائر؟؟ ويصبح بعد سنة أو سنتين صاحب سيارات وعمارات ومن رواد النوادي الليلية وهي تبقى فقيرة؟؟!
كذبة مللنا منها هاتوا غيرها!..