دورية لحفظ الأمن أم لقتله

الواقعة التي نعرضها ليست مشهدا من فيلم حربي، بل جريمة قتل حقيقية، والمكان  ليس شيكاغو بل ضواحي مدينة القامشلي في محافظة الحسكة....

فبتاريخ  الأربعاء 3/1/2007 /كان كل من المواطنين مجحم نواف العاصي  راكان خالد العاصي، صالح النزال، وناصر الذرب يستقلون سيارة تويوتا (بيك – آب) على الطريق بين قامشلي وتل براك، وقرب قرية تل سطيح فوجئوا بسيارة مدنية تطلب منهم الوقوف، وبالفعل وقفت السيارة بعد مسافة 20 متراً فقط، وفي هذه اللحظة حصل ما لم يكن بالحسبان، إذ جرى إطلاق عيارات نارية كثيفة عليهم، ومن قبل أكثر من شخص، والمصدر هو السيارة التي طلبت منهم الوقوف، مما أدى إلى مقتل كل من ناصر مشعان إثر طلقة في الرأس، وصالح النزال نتيجة طلقة في القلب، علماً أنه وحيد لأهله وله ولدان، ليتبين فيما بعد أن السيارة التي أطلقت منها العيارات النارية القاتلة، ونوعها يوحي بأنها مدنية، تستقلها دورية لأحد الفروع الأمنية في المحافظة، وأن عناصر الدورية هم من أطلقوا النار وتسببوا بمقتل المواطنين دون أي مبرر أمني أو أخلاقي، بدليل أن الناجين لم يتم توقيفهم ولم يتم القبض عليهم....
الحادثة أثارت استهجان كل من سمع بها، ولا يمكن توصيفها إلا كونها جريمة قتل،  والقتلة هم من يفترض أن يحرصوا على امن المواطن،  وهذا الأمر يفتح الباب على أكثر من سؤال،  لاسيما وأن حوادث كثيرة مشابهة حدثت في السنوات الماضية وأهم هذه الأسئلة: لمصلحة من هذه (الزعرنة) وهذا الاستهتار بأرواح الناس؟ وما هي الصلاحيات التي تمتلكها دوريات الأجهزة الأمنية؟ وهل ستأخذ العدالة طريقها في معاقبة القتلة؟؟
الجدير بالذكر أنه تم رفع أربع دعاوى رسمية من ذوي المغدورين وكل من مجحم وراكان العاصي، والجميع بانتظار أن تأخذ العدالة مجراها..
إننا في صحيفة قاسيون ندعو إلى تحقيق علني وشفاف يضع النقاط على الحروف،   ويعيد الحق إلى أصحابه، لا إضاعة الحق تحت سطوة الأجهزة الأمنية، وذلك لكي يرتدع كل من يعبث بأرواح الناس وكرامتهم.
وإذا كانت الحجة المفبركة هو الاشتباه بوجود مواد مهربة على متن السيارة، فإن كل الوقائع المتوفرة بما فيه سلوك الدورية بعد الجريمة تفند مثل هذه المزاعم، والطريق الحقيقي إلى مكافحة  التهريب واضح وبيّن، ومن يسهلون التهريب عبر الحدود مقابل حصة خاصة معروفون لكل أبناء المنطقة.. ولا داعي لتسميتهم..