رسالة من عامل.. هل تعلم يا وزير النفط؟؟

يا سيادة وزير النفط، لقد زرت مديرية حقول الحسكة في الرميلان مرتين في غضون أقل من سنة، وفي كلتا الجولتين مررت علينا مثل غيمة صيف عابرة، وبمجرد ما كانت قدماك تطأ أرض مدينة الرميلان حتى كانت الحركة تدب بين المسؤولين خوفاً وهلعاً من جنابك،

ويقومون عندها بترتيب أمور الزيارات الداخلية وفق خطة مدروسة ومعدة سلفاً، بحيث لا يطلعونك يا مسكين إلا على المواقع المنتقاة الهادئة والنظيفة إن وجدت، وترقيع ما يمكن ترقيعه لتبدو الصورة لحظة وجودك فقط جميلة عكس الواقع، ويحجبون عنك العمال حتى لا يصلوك ويشكون إليك ما يعانونه من انتهاكات في حقوقهم، حيث كنت ستنصفهم حتماً!! وإنني على يقين رغم أني لم أرَ الصور أنهم يحيطون بك متملقين متزلفين مجاملين على طريقة أبطال رواية «المفتش» للكاتب الروسي نيقولا غوغول..

لا أحب أن أسترسل طويلاً في هذه المقدمة، فالجميع يعلمون كثيراً أو قليلاً مظاهر الفساد والتزييف والتخريب التي تجري في الرميلان، ولكنني أود أن أطرح جملة من الأسئلة والاستفسارات والمعلومات المتواضعة، لعل ذلك يفيدك في جولاتك القادمة، وأنت سيد العارفين!!

سيادة الوزير: نحن نعلم أن زياراتك تأتي في سبيل الاطلاع على واقع العمل ومشكلاته وصعوباته والوقوف على ظروف العمال ومطالبهم وإمكانية إيجاد الحلول لذلك، ولكن هذا لا يحدث لتعود بخفي حنين أو تأخذ صورة واحدة فقط يصورها لك المزيفون والمشوهون.

أقول: هل التقيت عاملاً في أحد مواقع العمل ولو صدفة وسألته عن واقع العمل وصعوباته؟ عن العاملين ومطالبهم؟

هل صادفت مواطناً عادياً من المنطقة واستفسرت منه عن مدى التخريب الذي يجري على الأراضي الزراعية جراء التسربات النفطية من الخطوط العامة، وما يجري من تلوث للبيئة في منطقة الحقول؟؟ أيهما أبقى الأرض أم النفط؟

هل سألت معاون المدير لشؤون النفط عن سر علاقته بشركة دبلن، وعن سر سكوته وعدم مبالاته بما يجري من مشاكل في العمل وهدر وتسرب للنفط في محطات التجميع في سعيدة وعليان ومحطة عودة؟؟ هل زرت هذه المحطات وسألت أحد العاملين فيها لماذا ينقلون النفط بالصهاريج؟؟ لماذا لم يطلعوك على محطتي سعيدة وعليان الرئيسية رغم أنك مررت بجانبيهما؟

هل تعلم أنك عندما تزور موقع ما (وفق خطتهم) يحدث مايشبه الاستنفار (انبسط وشوف حالك)، فيلمع الموقع ويرقع من الخارج فيعطونك انطباعاً مزيفاً بأن العمل يجري على قدم وساق، ولكن ما إن تدير ظهرك حتى تعود حليمة إلى عادتها القديمة؟

السيد الوزير هل زرت الطبابة وصندوق المساعدة ووقفت على مايفعله السفهاء من تزوير وغش وفساد؟

هل سألت كيف تتم توزيع المكافأة السنوية (النقطية)، وعلى من توزع؟ ومن يحصل على حصة الأسد من هذه المكافأة؟ هل اطلعت على الجداول؟ وهل تعلم أن هذه المكافأة توزع على فئات كثيرة في المحافظة بدءاً من أعضاء في مجلس المحافظة، إلى القضاء، فأجهزة المخابرات، إلى الشعب الحزبية... بحجة أن كل هؤلاء يشرفون على أمن الحقول؟

هل اطلعت على المشاريع السكنية، وكيف يتم التوزيع؟ وهل تعلم أن ما يحدث من تطاولات وتجاوزات في شعبة الإسكان يندى لها الجبين؟

هل اطلعت على الطامة الكبرى عند لجان المشتريات؟

وهل تعلم أن مديرية حقول الحسكة تقف على رجل واحدة ولكن ليس إلى الأبد، بهمة القلة القليلة من العاملين الشرفاء والوطنيين الذين يحسون بالمسؤولية الوطنية وهم الجنود المجهولون؟؟

هل تعلم كل ذلك وغيره كثير؟؟

السيد الوزير: إن كنت تعلم هذه الأشياء فتلك مصيبة، وان كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم!!

■ عامل عادي في الرميلان

آخر تعديل على الجمعة, 11 تشرين2/نوفمبر 2016 12:04