أين حقيبة اليونيسيف؟

أين حقيبة اليونيسيف؟

مضى أسبوع على افتتاح المدارس وبدء العام الدراسي الجديد، وقد استبشر أهالي التلاميذ، وخاصة فقراء الحال والمعوزين وأصحاب الدخل المحدود، خيراً مع الإعلان عن توزيع حقيبة مدرسية مع ملحقاتها، من قبل منظمة اليونيسيف بالتعاون مع وزارة التربية.

الحقيبة المعلن عنها تحتوي على اللوازم التالية: 

- حقيبة مدرسية (هناك أربعة ألوان منها)- دفتر عربي عدد (8) دفاتر- دفتر إنكليزي عدد (1)- علبة ألوان خشب (12) لون- علبة أدوات هندسة كاملة عدد (1)- مسطرة و (4) محايات و(4) برايات معدنية- (6) أقلام رصاص و(4) أقلام خير ناشف لون أزرق و (2) لون أحمر و (2) لون أحضر- مقلمة قماش عدد (1)- دفتر رسم عدد (1).

تشجيع وتخفيف أعباء

هذه الحقيبة ومحتوياتها مخصصة لتلاميذ الحلقة الأولى فقط، وذلك حسب ما أعلن عنه وتداولته وسائل الإعلام المختلفة، على أنها أحد أشكال الدعم المباشر من قبل اليونيسيف للتلاميذ، ما يساعد ذويهم على تخفيف بعض الأعباء المادية المترتبة سنوياً عند بدء الموسم المدرسي، ويشجع هؤلاء التلاميذ على التعلم والمواظبة عليه والتمسك به.

واقع مخيب للآمال

على مدى الأسبوع المنصرم، تم الإعلان رسمياً عن توزيع هذه الحقائب في العديد من المدارس على مستوى القطر، بالمقابل كانت خيبات الأمل على مستوى التلاميذ وذويهم، حيث شابت عمليات التوزيع الكثير من العيوب والتقصير.

ومن النقاط البارزة التي تم رصدها وتداولها في ذلك:

لم يشمل التوزيع مدارس الحلقة الأولى كافة.

لم يشمل التوزيع صفوف الحلقة الأولى كاملة، بل اقتصر على الصف الأول والثاني، وأحياناً الثالث.

لم يشمل التوزيع التلاميذ في الصفوف التي تم اعتمادها كاملة، حيث حصل بعض التلاميذ على المساعدة، فيما لم يحصل آخرون عليها.

اقتصر التوزيع على بعض مكونات ومفردات الحقيبة المذكورة، ولم تكن مكتملة، حيث تم تجزيء التوزيع على التلاميذ، فهذا حصل على حقيبة، وزميله حصل على دفتر واحد وقلم، وهكذا.

هذا لا ينفي أن بعض المدارس، على ندرتها، لكنها كانت ملتزمة بالتوزيع لمحتويات الحقيبة كاملة، وإن اقتصر التوزيع فيها على بعض التلاميذ فقط ولم تعمم على الجميع، ما يثبت حقيقة التفصيلات والمحتويات آنفاً ولا ينفيها.

تساؤلات عن 

أوجه التصرف بالمساعدات

يذكر أن مساعدات منظمة اليونيسيف العينية للتلاميذ لم تكن الأولى خلال الأعوام الماضية، فقد سبق أن تم توزيع مساعدات من قبلها في أعوام سابقة، ولكنه لم يسبق أن تم الإعلان عن ماهية المساعدات كما جرى بهذا العام، عن الحقيبة والمحتويات، وبأن الكميات الموزعة تشمل تلاميذ الحلقة الأولى، كما بادر بعض المعلمين عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بعرض شرح لتلك التفصيلات عن ماهية الحقيبة ومحتوياتها، مع التنبيه للأهالي ولزملائهم من المعلمين ومدراء المدارس، بأن ما يجب أن يكون مستلماً من قبل التلاميذ هو ما تم الإعلان عنه.

الإعلان ببداية العام الدراسي، بما فيه الإعلام الرسمي، والتأكيد من قبل بعض المعلمين كما عرض سابقاً، إذا ما تمت مقارنته مع واقع التوزيع والملاحظات أعلاه، يفسح المجال للكثير من الشكوك والتساؤلات حول الكميات الرسمية المقدمة من هذه المساعدات عبر المنظمة الأممية، وحول آليات وأوجه التصرف بهذه المساعدات، سواء من قبل المستودعات المركزية لمديريات التربية، أو من قبل المدراء والمعلمين والمعنيين بكل مدرسة على حدة، خاصة مع عدم وجود آليات رقابة ومحاسبة تؤكد أو تنفي أي خلل بمجال التوزيع أعلاه.

خشية من فتح باب الفساد 

في المؤسسة التربوية

الخشية المشروعة أن يصيب المساعدات المخصصة لتلاميذ الحلقة الأولى ما أصاب المساعدات الغذائية وغيرها، التي تقدم من المنظمات الدولية أو من الجمعيات، مع ما تبع ذلك على أرض الواقع من وجود جزء هام من هذه المساعدات الغذائية تباع في الأسواق وعلى البسطات، ما أكد على وجود شبكة فساد استفادت وارتبطت مصالحها بهذه المساعدات عملياً، الأمر الذي يجب استهجانه على مستوى المؤسسة التربوية والتعليمية، كما يجب التوقف عنده مطولاً والتدقيق به واستدراكه «قبل أن تقع الفاس بالراس»، ويتغول الفساد إلى هذه المؤسسة التي نأتمن على أبنائنا بها.

ولعل أبسط طريق للوصول إلى هذه الغاية، هو الشفافية المطلوب توفرها بشكل رسمي، عبر الإعلان صراحة عن الكميات المسلمة والموزعة، مع وضع آليات رقابة وقائية، يكون ذوي التلاميذ جزء منها.

على أمل أن يستمر استكمال توزيع هذه المساعدات، لتشمل جميع التلاميذ في الحلقة الأولى، ولكافة المحتويات المعلن عنها، خلال هذا الأسبوع، بما يحقق الغايات من هذه المساعدات، ويقطع الشك باليقين على مستوى الشكوك أعلاه.