المدينة الجامعية... «الطبّالة» خارج المدينة و المدنيّة
الكثيرون لم يسمعوا بمدينة الطبالة الجامعية الواقعة على طريق المطار، والكثيرون لم يجربوا حتى زيارتها ولو لمرّة واحدة...
نحن كنا هناك وأجرينا الاستطلاع التالي حول واقع الطلبة وواقع الخدمات...
في ظروف صعبة يلتقي أكثر من خمسة طلاب في كل غرفة من غرف الوحدات الثلاث (9 ـ 16 ـ 17) في المدينة الجامعية في الطبالة، وسواء كانت الوسيلة شرعية أم غير شرعية (بالتهريب) فإن معظم الطلبة يضطرون إلى اللجوء للمدينة الجامعية هرباً من ارتفاع أسعار الآجارات رغم الظروف الصعبة في الطبالة.
وبنظرة سريعة (والصورة تعبّر عن ذاتها) يبدو لنا جليّاً ما آلت إليه هذه الوحدات الثلاث والتي يفترض أن تهيّئ الجو الدراسي للطلبة.
فلا يوجد سوى محل واحد داخل المدينة لبيع المواد الغذائية والأساسية للطلبة إضافة إلى مطعم صغير وغير ذلك لا ترى عيناك سوى (اللاّشيء!) في وحدات الطبالة السكنية يوجد طلاب كليّات الآداب والحقوق والشريعة والتربية والاقتصاد والهندسة الميكانيكية (وكل هؤلاء من الشباب).
لكن الغريب أن الطلاب الوحيدين الذين يسكنون قرب كليتهم من بين كل هؤلاء هم طلاب الهندسة الميكانيكية الذين تقع كليتهم جانب المدينة الجامعية وبالقرب منها، وعلى العكس تماماً فإن طلاب الآداب الذين تقع كليتهم على أوتوستراد المزّة يضطرون إلى استعمال باصين للوصول إلى كليتهم وفي الواقع فإن هذه المشكلة هي من أبرز المشاكل التي يشتكي منها الطلبة:
طلاب يضطرون لركوب باصين
يقول «أدهم» طالب علم الاجتماع: أكبر جريمة بحق طلاب كلية الآداب هو أن سكنهم في الطبالة، يومياً نذهب إلى الدوام بباصين اثنين، والمشكلة ليست في أجرة الركوب وإنما في الوقت الذي يضيع سدىً.
ويضيف «أدهم» بتهكم: نحن طلاب علم الاجتماع صار لدينا دوام إلزامي من خلال الزيارات الميدانية أو (الدروس العملية)، مثلاً عندنا محاضرتان إلزاميتان الساعة الثامنة والرابعة (بعد الظهر) فأين سأقضي بقية وقتي ما بين المحاضرتين، خاصة وأن سكني بعيد عن الكلية وبالتالي لا يمكنني بين المحاضرتين تناول الغداء في الغرفة أو آخذ قيلولة، فأضطر للبقاء في الكلية إلى نهاية المحاضرة المسائية لأعود مرهقاً.
ويقترح «أدهم»: لماذا لا يجلبون طلاب العلوم مثلاً بدلاً منا إلى «الطبالة» وبكل الأحوال هم يستعملون باصاً واحداً للوصول إلى كليتهم في البرامكة، وأيضاً لماذا طالبات «الهمك» كلية الهندسة الميكانيكية يقطنّ سكن المزة فيضطررن لركوب باصين اثنين للوصول إلى كليتهن في الطبالة!!
ما هذا التناقض الكبير!؟
لكل غرفة في المزة هاتف وكافة غرف الطبالة دون هاتف...
وعن الخدمات في الطبالة يرى «طالب» طالب كلية التربية أن المسألة هي سوء استعمال من الطلبة وعدم الاهتمام بأثاث البناء ونظافته ويقول أن أكبر مثال على ذلك هو المكتبة ففي الفترة الأولى كانت نظيفة ومرتبة وبعد أيام انقلب كل شيء.
ويضيف «طالب» أن انقطاع الكهرباء والماء وعدم وجود الرقابة على عمال النظافة جلب الحشرات وخاصة إلى الوحدة السادسة عشر.
ويقول: «عامل التنظيفات يداوم فقط ليجمع العلب الفارغة ويبيعها وغير ذلك لاشيء!.»
أما «أحمد» طالب أدب عربي فإنه يرى أن المسألة هي أولاً خدمات سيئة وثانياً سوء استعمال ويستدرك: «الاثنان معاً».
حيث هناك في كل جناح ثلاثة حمامات واحد منها فقط يعمل ومع انقطاع الماء والكهرباء يضطر الطلبة إلى تسخين المياه في غرفهم بطرق بدائية تشكل خطراً على حياتهم حيث يضعون قضيباً مكهرباً داخل (قاظان) ماء ليتم تسخينه.
كما أن كل غرفة لها نيون واحد ومن الصعب للطلبة الدراسة في غرفهم في هذه الظروف خاصة وأن باب المكتبة مازال مغلقاً حتى إشعار آخر ويفتح عادة قبل الامتحانات وكأن للدراسة أيضاً موسما خاصاً!! ويقول «فهد» (قسم الجغرافية).
إن الكهرباء تنقطع في سكن المزة لخمس دقائق أما عندنا في الوحدة السادسة عشر فينقطع يوما كاملاً، أيضاً الماء تنقطع باستمرار حتى في أيام الامتحانات! ويضيف «فهد»: من حقنا الطبيعي وجود جهاز هاتف في كل غرفة من غرفنا في الطبالة أسوة بزملائنا في سكن المزة... ألسنا طلاباً أيضاً؟!.
الحشرات ضيوف دائمة
عدم وجود الرقابة على عمال التنظيف جلب الحشرات، وفي الوحدة التاسعة لا يختلف الأمر كثيراً فيعبر «جوان» (لغة عربية) عن سخطه ويقول: كل يوم نستقبل في غرفتنا في الطابق الثالث فأراً صغيراً ونودعه بالحفاوة والتكريم..!، كيف وصل الفأر إلى الطابق الثالث؟
هذا إضافة إلى العديد من الحشرات التي تتجول و(تمشي على حلّ شعرها) دون مبيدات، وماء الحمامات لا يسخن وإذا سخّن لا يوجد حمام نظيف.
وسوء استعمال الطلاب أيضاً في نهاية السنة سبب رئيسي للفوضى «حيث يكسرون الأبواب والمصابيح والحنفيات وكأنه نوع من التشفي».
وفي بداية كل عام ينتقون من كل غرفة ما يلزمهم ويجمعون لغرفتهم كل لوازمها!
بقي لنا أن نشير إلى أن طلاب الكلية أكدوا لنا أنهم طرحوا هذه المشاكل أكثر من مرة في مؤتمر الطلبة العام ولم يلقوا آذاناً صاغية،
وأن المسؤولين قالوا لهم أن وجود طلاب الآداب في الطبالة يعود إلى عدم تحمل سكن المزة لأعدادهم الكبيرة، كما أن جلب الطالبات إلى سكن الطبالة يتطلب توفير كافة الالتزامات وافتتاح محلات عديدة لتأمين المستلزمات الضرورية للطالبات، فهل تنحل عقدة السكن والمواصلات والتي تؤثر بطبيعة الحال على الدراسة؟؟.
■ ياسر الجبلي