وسيم الدهان وسيم الدهان

السكر.. وتجار الأزمات

فجأةً، ودون سابق إنذار، ارتفع سعر كيلوغرام السكر في أسواق دمشق من 45 إلى 60 ليرة سورية، ولعلّ المبررات جاهزة لدى التجار: «الأزمة التي نعيشها لم تترك ولم تذر.. وما هذا سوى غيض من فيض»!.

في الحقيقة، السبب هو الجشع ولا شيء غيره، فأسعار السكر العالمية لم تشهد ارتفاعاً مفاجئاً خلال الفترة الأخيرة، إلاّ أن المحتكرين الماهرين يعرفون تماماً من أين تؤكل الكتف، فهم حالياً على رأس قائمة «المدللين» من السلطات، وهذا تماماً ما يسمح لهم بالتلاعب بقوت المواطنين دون رقابة تذكر، ولاسيما أن معظمهم صار يتحمل (كذباً) أعباء حماية الليرة السورية مما يتهددها، وخاصةً أولئك الذين أساؤوا لليرة معنوياً واقتصادياً حين جعلوها «عداداً» لدقائق المكالمات على الخطوط الخليوية!.

نادراً ما يتساءل الناس عن سبب ظهور تسمية «تجار الحروب» في أحد الأفلام غير الإباحية مثلاً، وربما يعود ذلك إلى أنهم يعرفون السبب، أو إلى أنهم لا يعدّون أنفسهم معنيين بالأمر كله، ولكن.. من هم فعلاً تجار الحروب؟ وفي حالتنا يكون السؤال: من هم تجار الأزمات؟ ولماذا لا يتوحد السوريون ضدهم؟!.