نظريّة المعلّم «أرتين»
يحكى إنه في دولة سيراكوزيا، تدهور الاقتصاد وعمّ الفساد وضاقت السبل بالعباد. فقامت الحكومة باستقدام الخبرات من كلّ حدب وصوب لإصلاح الوضع.
فجاء الروس والصينيون وفشلوا، ثمّ جاءت النمور الآسيوية ولكن أنيابها كانت ضعيفة أمام سماكة جلد المشكلة؛ فجاء الأوربيون ومعهم خبراتهم التقنية، وعجزوا هم أيضا، وأخيراً جاء الأمريكان ومعهم البنك الدولي وهم المشهورون بوصفاتهم التي تحيي الموتى وتقضي على الإيدز والسرطان؛ وبعد معالجات طويلة انسحبوا يجرون أذيال الخيبة وراءهم رافعين الرايات البيضاء، وأعلنوا عجزهم عن كسب المعركة.
وقبل أن تعلن الحكومة استقالتها بسبب عجزها عن الإصلاح، خطر ببالها أن تستشير حكماء الدولة، فقال أحد الحكماء: لماذا تبحثون عن الخبراء خارج البلاد ولدينا أفضل خبير اقتصادي في العالم وهو المعلم أرتين الذي يسكن في مدينة حلسبوزيا، وعلى الفور أرسلت مجموعة قوية مدربة جاءت بالمعلم أرتين مكبل اليدين والرجلين وقد أغلق فمه بشريط لاصق؛ ولما حضر أمام الحكومة، سألوه عن رأيه بحل الأزمة، وبعد أن حلوا قيده وأزالوا الشريط اللاصق عن فمه قال للحكومة: «شوف بابا.. حلّو بسيط كتير، إنت بيجيب مسؤول عينو عالكرسي قفاه عالشعب، إنت لازم بيجيب مسؤول قفاه عالكرسي عينو عالشعب!!!..
بتصرف عن (حكايا شعبية)