شهادة التعليم الأساسي.. أخطاء بالجملة في سلم التصحيح
رافق أعمال تصحيح امتحان شهادة التعليم الأساسي أكثر من خلل وفي جوانب متعددة، ومثال على ذلك ما شهده مصححو مادة اللغة الانكليزية لهذا العام، خاصة مع سلم التصحيح وما حمله من ثغرات وتناقضات أدت إلى خسارة الكثير من الطلاب لدرجات هم بأمس الحاجة إليها، ومن الممكن أن تكون مؤثرة جداً على مستقبلهم ووضعهم التعليمي.
ولعل اللافت هو ليس فقط خسارة بضع درجات هنا وهناك، بل الأهم هو ما نلاحظه اليوم من مظاهر التراجع والتردي في العملية الامتحانية، وما يرافقها من أدوات ومناهج عمل والتي هي في النهاية جزء من تراجع الحالة التربوية والتعليمية. ولنبدأ بالأمثلة الواضحة والغريبة:
فمثلاً ورد سؤال في مادة اللغة الانكليزية: املأ الفراغ بالكلمة المفقودة. ولنتوقف عند الجملة التالية التي تحمل الرقم 23:
23-We bought the shirts because we liked.............
ــ ( اشترينا القمصان لأننا أحببنا...............)
من البديهي أن وضع جملة كهذه وهكذا فراغ يحتمل عدداً كبيراً من الإجابات، إلا أن سلم التصحيح العظيم والمبجل ذكر فقط الإجابات التالية:
ــThem/ that/shopping/clothes/all/each/some.
ــ ها، ذلك، التسوق، الثياب، جميعها، كل واحد منها أو بعضها.
وهذه الإجابات على ما يبدو هي جل ما وصل إليه الخيال المحدود لمن وضع وناقش هذا السلم.
و في حين تم قبول إجابتين منطقيتين مثل casual clothes «ثياب غير رسمية» و «trendy clothes» «ثياب عصرية»، تم رفض الكثير من الإجابات الأخرى المنطقية والصحيحة مثل :
- fashion ، trend ، the colors ، the models ، the sizes.
ــ الموضة، لباس عصري، الألوان، الموديلات، المقاسات.
ما يزيد الطين بلة، هو التعامل المتحجر لبعض المشرفين على عملية التصحيح مع هذا السلم، معتبرين إياه مادة منزلة لا يجوز حتى النقاش بها، والغريب أنه بعد أخذ ورد طويل، جاءت الموافقة على بعض الاحتمالات الصحيحة التي وسع بها أحدهم خياله، ولكنهم تراجعوا عنها في اليوم التالي، وهكذا اختلف المعيار من يوم لآخر.
إن هذا المثال وغيره من هذا النوع كثير، يعكس بأية عقلية وبأية ثقافة وعملياً بأي منهج توضع سلالم التصحيح، فالأولى اتباع المتعارف عليه في أن تؤخذ عينة من أجوبة الطلاب وتدرس فيها الإجابات الصحيحة، أو أن يعطى المدرس صلاحية قبول أي جواب منطقي أسوة بأسلوب تصحيح مجموعة الأسئلة الممتدة من الرقم 31 ــ 35، أما أن توضع أسئلة ذات إجابات مفتوحة، ثم يخسر الطالب درجات لأنه أجاب بما لم يرد بالسلم، فهذا أمر مسيء بشدة لمصالح الطلاب أولاً وللعملية التعليمية بشكل عام.