جرس إنذار

خلال السنوات الماضية شهدت محافظة الحسكة السورية، انتشاراً ملفتاً لبعض الأمراض المميتة ،مثل السرطانات، والأمراض القلبية، والتهابات الكبد، وتشير الأرقام والبيانات في مركز الطب النووي بدمشق، ومراجعي المستشفيات الخاصة بأمراض القلب، إن نسبة أبناء المحافظة هي الأعلى. ولا يقتصر ذلك على فئة عمرية أو جنسية واحدة، بل تلاحظ بين مختلف الفئات العمرية أطفال شباب، نساء رجال.

نحن هنا لسنا بصدد بحث علمي عن أسباب انتشار وتفشي هذه الأمراض، وهذا ما سنعمل له خلال أعدادنا اللاحقة. ولكن ما يلفت الانتباه له هو عدم الاهتمام بالمسألة من الجهات الرسمية ذات العلاقة، كعادتها، عندما يتعلق الأمر بالإنسان، فالإنسان هو ارخص بضاعة في منطق الفساد.
إن المطلوب هو إعداد خطة رسمية، تشارك فيها الفعاليات الطبية، والرسمية تخصص لها ميزانية، ومدة زمنية لإعداد دراسة شاملة ومتكاملة تبدأ من دراسة أسباب تفشي هذه الأمراض في المحافظة، وتنتهي باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالوقاية والعلاج وبات من الملح عقد مؤتمر طبي، ومناقشة القضية في وسائل الإعلام الرسمية، وفتح فرع لمركز الطب النووي في المحافظة، وأقسام للقثطرة القلبية في المشافي الرسمية. فالمواطن الجزراوي إما يتعرض للإهمال، على خلفية تفشي البيروقراطية والروتين في المشافي الرسمية، أو لابتزاز المافيات الطبية في القطاع الخاص، فيما يتعلق بمعالجة أمراض القلب، وهنا لابد من الإشارة إلى الاهتمام، الجيد نسبيا، بمراجعي مركز الطب النووي بدمشق، حسب ما أكد لنا العديد من المرضى