إعانات مالية.. أم عبث بحاجات الناس!؟
من المضحك المبكي الطريقة العجيبة التي يتم من خلالها توزيع الإعانات المالية التي قدمتها بعض الدول الصديقة لسورية لمساعدة ضحايا الجفاف في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد، والتي هجرها نصف سكانها بسبب الفقر والعوز والحاجة.
فالدفعة الأولى من هذه المساعدات، وقد تم تقديرها بنحو 20 مليون دولار، تم توزيعها عن طريق شراء بعض السلع الاستهلاكية (سكر، زيت، صابون، شعيرية، سمنة)، ثم الطلب من كل قرية منكوبة تقديم أسماء عشرة محتاجين من أبنائها، ليتم اختيار اثنين منهم فقط للاستفادة من المساعدات.
والسؤال الذي يطرح نفسه: إذا كانت الغاية من هذه المساعدات هي إعانة المتضررين من الجفاف، فلماذا لا يتم توزيعها على سكان جميع القرى المتضررة دون استثناء؟ أم أن هناك من يتلاعب حتى بهذه الإعانات، (ليشفط) منها ما تيسر له بعد التلاعب بالكميات؟.
إن ما يحصل الآن في المنطقة الشمالية الشرقية هو إهانة حقيقية لكرامة الناس، وعبث بحاجتهم وبفقرهم الذي أوصلتهم إليه سياسات اقتصادية أبعد ما تكون عن الوطنية.