وسيم الدهان وسيم الدهان

نسّم علينا الهواء... فانقطعت الكهرباء!!

 عندما تهب رياح ا لشتاء، أو نحظى بزخة مطر، وعندما يعتل النسيم صيفاً، ليس على الناس أن يتفاجؤوا للظلمة المباغتة، ولا أن يسألوا متى ستعود الكهرباء لتضيء حياتهم من جديد، ولا حتى متى سينعمون بدفء حرارة خط الهاتف، لأن ذلك، وبكل أسف، هو واقع الحال!
نعم، إنه كذلك في كل الأحياء التي صنفت وتصنف بأنها عشوائية البناء، لكن هل تكفي حجة البناء العشوائي لتكون تمديدات الكهرباء والهاتف بهذا الشكل وهذه الهشاشة؟؟..

وبغضِّ النظر، الذي لا يمكن غضّه، عن الخطورة المترتبة على هذه التمديدات، فإن الأحياء السكنية عادةً ما تتزيّن بما فيها من وريقات خضراء تمتد على جدرانها، إلا أن الزينة في هذه الأحياء مختلفة تماما، فبدل النباتات ترى كابلات سوداء (مزلطة) في زوايا الأبنية، وشبكات لا متناهية من الأسلاك الرقيقة التي أشبه ما تكون بالشعيرات الدموية، والمضحك أنها فعلا أصبحت من الأهمية للناس في هذا العصر (عصر الاتصالات) بما يوازي أهمية الشرايين والأوردة في الجسم!!.
وحقيقة انقطاع الكهرباء والهاتف مع كل نفخة ريح ومع معظم زخات المطر، باتت أمراً لا يخفى على أحد، كما لم يعد خافياً ما يشكله ذلك من هدر في أجور الإصلاح من جهة، ومن إضرارٍ بمصالح الناس من جهة أخرى.
 هل يعقل أن تعاقب هذه الأحياء، مع افتقارها لكل أنواع الخدمات المدنية، من حدائق وملاعب ومرافق، فضلاً عن فقر قاطنيها، على ذنب لم ترتكبه؟!،ذنب البناء العشوائي؟!..
أوليس الأحرى أن يتم السؤال عن سبب توجه الناس للسكن في هذه الأحياء،
أم أننا ما نزال محافظين على خوفنا من الإجابة أكثر من محافظتنا على مصالح المواطنين؟..
هذا كله، ولا يمكننا أن نتجاهل كم من المشاكل التي يمكن أن يسببها هذا الواقع من سرقات للكهرباء وخطوط الهاتف، وما تشكله من إرهاق للاقتصاد الوطني على صعيد المصلحة العامة، إلى جانب القلق من تعرض المارة والسكان وأطفالهم لحوادث هم بغنى عنها، على صعيد السلامة العامة..
ربما لم يتبقّ حلّ للأخوة المواطنين الموظفين إلا أن (يضبوا أيديهم شوي) ويخبئوا كم (مليون) ليرة، ليتوجهوا إلى سماسرة العقارات، عساهم يجدون بيتاً شاغراً (في بلد كله شقق فارغة) ومخدَّماً إلى حد يستطيعون معه التمتع بمطر الشتاء ونسائم الصيف دون قلق، مما سبق!..