لا تشكيلي أبكيلك

قرأت ما كتبه الرفيق سليم اليوسف عن مطار دمشق الدولي فدفعني ذلك للكتابة عن منفذ درعا الحدودي الجديد «الحديث أيضاً» وما يعانيه المغادر والداخل.. وما يعطي ذلك من صورة سيئة للغاية عن وطننا الجميل وأبنائه.

1 ـ يدفع سائق الباص /200/ ل.س رشوة بدل الكشف عن خزان الوقود «المازوت» لأن هناك كمية محدودة يجب أن لا يتجاوزها لفارق السعر مع الأردن.. فلماذا لا يسمح له بالتعبئة ودفع /200/ للدولة بدل المرتشي؟

2 ـ في صالة الجوازات الفوضى عارمة مرة تحدد كوة لتسليم الجواز.. ومرة يكون التسليم مباشراً دون نظام ناهيك عن العبوس والتجهم والصراخ كأن المواطن مجرم.. أو على الأقل هو من مرتبة أدنى.. وتحت رحمة القائمين عليه.. وأنتظر! وكثيراً ما يصبح أول جواز آخر جواز.. ومن يدفع يؤشر له فوراً.

3 ـ أما إذا كنت عائداً إلى أرض الوطن... ومشتاقاً لربوعه.. وللأهل، معللاً النفس بفرحة اللقاء فأول من يضطهدك سائق الباص ومرافقه بالتهديدات من لديه أدوات كهرباء.. وقطع قماش؟ فيجمعون أقصى ما يستطيعون لدفع التأمين أولاًً في الأردن... ثم مرة ثانية للدفع للجمارك السورية فتسعيرة الباص الذي لا يحمل شيئاً لا يقل عن خمسة آلاف حتى لا يفتش.. بالله يا شباب ادفعوا حتى لا نتأخر.. لأنهم يمكن أن يجمركوا لكم حتى «الجوارب» أما إذا كان من الباصات التي تحمل دائماً ما شاء لها من منظفات وأدوات تجميل وأثاث وبالة ثياب فالمبلغ يرتفع حسب الحمولة، فأحد تجار البالة دفع مبلغ /55000/ ل.س عدا أجرة السائق /5000/ ريال وكل ذلك على عينك يا تاجر بل تسبقه عملية مفاوضات ومناقصات حول المبلغ المطلوب، و توزيع الحصص بين المسؤول والمكتب السري.. ترافقها ضمانات بأن لا يتعرض الباص لأي دورية على الطريق.. وإذا تابع الباص من دمشق إلى دير الزور أو حلب أو الحسكة يكون معرضاً لدورات أخرى.. وهكذا يتابع المسلسل!!

وقد ترك ذلك صورة واضحة وسيئة لمن يأتي من الخليج فكل شيء خاضع للدفع (الرشوة) يا لها من صورة، وإذا وصلت إلى مجمع الباصات تكون عرضة لسائقي التكسي واستغلالهم وإغرائهم.. هل تريد شقة مفروشة (مليانة) أي فيها عروس غير شرعية فقط «ادفع» «ادفع بالتي هي أحسن».

فماذا يمكن أن يحمل القادم غير بضع هدايا للأهل والأصدقاء أو غرض لمنزله بينما يتم التغاضي عن التجار.. الذين يدفعون حتى لو كانوا يحملون سموماً.. فها رفيق سليم لا تشكيلي أبكيلك..

أي مسؤول سيجيب.. فالأغلب يضع في أذن طيناً.. وفي الأخرى عجيناً طالما تعبأ الجيوب..

ومع ذلك يجب تعرية هؤلاء وكل من يتستر عليهم، وخاصة أنه بدأت عودة أبناء الوطن.. وابتدأ موسم الاصطياف.

 ■ دير الزور

آخر تعديل على الأحد, 20 تشرين2/نوفمبر 2016 22:13